أخبار مصر

ياسمين محمد مشروع نجمة من ذوي الهمم

كتبت /منى منصور السيد

في عالم لا يتوقف عن الحركة، تبرز قصص تستحق أن تُروى، ليس فقط لجمالها، بل لأنها تحمل في طياتها دروسًا في القوة والإصرار. قصة ياسمين محمد حسين، الفتاة التي تخرجت من كلية الآداب جامعة حلوان عام 2018، هي واحدة من هذه القصص الملهمة التي تُثبت أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، بل يمكن أن تكون بداية رحلة نحو النجاح.
منذ الصغر، واجهت ياسمين تحديًا كبيرًا تمثل في التنمر، الذي كان يلاحقها بسبب كونها من ذوي الهمم. كلمات مثل “هتعمل إيه بالشهادة؟” و”تعب وخلاص” كانت تُلقى على مسامعها بانتظام، في محاولة لتقييد عزيمتها وثنيها عن تحقيق أحلامها. لكن ياسمين، التي تمتلك إرادة صلبة، لم تستسلم لهذه الكلمات السلبية. بالعكس، حولت هذه التحديات إلى وقود دفعها للأمام، مؤمنة بأن مجهود سنوات دراستها لن يضيع هباءً.
بعد تخرجها، لم تكتفِ ياسمين بالحصول على شهادتها الجامعية، بل انطلقت في رحلة مهنية غنية ومتنوعة. عملت في عدة مجالات مختلفة، بداية من الجرافيك ديزاينر، مرورًا بالعمل في المبيعات، وصولًا إلى عملها كميس ابتدائي. هذا التنوع لم يكن مجرد صدفة، بل هو دليل على قدرتها على التكيف والتعلم المستمر، وكسرها للحواجز التي قد يفرضها البعض على ذوي الإعاقة. كما أنها لم تتوقف عن تطوير ذاتها، حيث حصلت على شهادة من الجامعة الأمريكية، وشاركت في العديد من الدورات التدريبية المرموقة، سواء عبر الإنترنت مع أكاديمية حلم، أو في دورات تدريبية ميدانية مثل مشروع “اتنين يساوي واحد”.
لعل أبرز ما يميز تجربة ياسمين هو انفتاحها على الفرص الجديدة وغير التقليدية. فبمجرد دعوة بسيطة من أحد أستاذتها لحضور تدريب مسرحي، تحولت حياتها إلى مسار جديد. اكتشفت ياسمين شغفها بالمسرح والتمثيل، وهي تجربة لم تكن تتوقعها. شاركت في المعسكرات التدريبية، وتعلّمت كتابة السيناريو، بل وشاركت في تمثيل مشهد فويس أوفر في فيلم قصير، لتثبت أن الإبداع لا يعرف حدودًا.
قصة ياسمين محمد ليست مجرد قصة نجاح فردي، بل هي رسالة قوية للمجتمع بأن ذوي الهمم يمتلكون طاقات وقدرات هائلة. إنها دعوة للتوقف عن الحكم المسبق، ولإعطاء الفرص، وللإيمان بأن الأحلام لا تتوقف، وأن الإصرار قادر على تحقيق المستحيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى