الإرادة القوية تتحدى الإعاقة قصة نجاح عبدالرحمن
بقلم /منى منصور السيد
عبدالرحمن فضل محب الدين يوسف داود شاب مصري مثقف وموهوب ولد في ١١ نوفمبر ١٩٩٩ في قرية الاخصاص بمركز الصف محافظة الجيزة منذ مولده واجه عبدالرحمن تحديات كبيرة بسبب إعاقته التي كانت عبارة عن شلل أطفال لكن أسرته لم تستلم وبدأت تجري له عمليات جراحية منذ عمر ٨ أشهر هذه العمليات الجراحية كانت خطوة مهمة في رحلته العلاجية حيث خضع ل ١٧ عملية جراحية حتى الآن على مراحل متقطعة
في البداية لم يتمكن عبدالرحمن من الذهاب إلى المدرسة في الابتدائية فكانت الأسرة تأتي له بمدرسين خصوصيين يعلمونه اللغة العربية والرياضة واللغة الانجليزية في المنزل هذا الدعم التعليمي الإضافي ساهم في تعويضه عن فترة غيابه عن المدرسة مما ساعده على مواكبة زملائه بعد ذلك في المرحلة الإعدادية بدأ يذهب إلى المدرسة وكان دائما من أوائل المدرسة حتى المرحلة الثانوية
في الفرقة الثانية من المرحلة الثانوية أجري عبدالرحمن عملية جراحية أخرى جلس نتيجتها في المنزل حتى نهاية المرحلة الثانوية كانت هذه العملية عبارة عن تركيب جهاز لازاروف الحديدي البارز لمدة عام على مرتين على الرغم من التحديات الصحية التي واجهها كان يتوقع له الجميع أن يكون من أوائل الثانوية على مستوى الجمهورية في دفعته لكن لظروف العمليات الجراحية حصل على ٩٥٥٪ عام ٢٠١٨
بعد ذلك التحق عبدالرحمن بكلية العلوم جامعة القاهرة إحدى أعرق كليات العلوم في مصر وأصعبها على الإطلاق والتي تحتفل بمرور ١٠٠ عام على تأسيسها بدأت رحلته الجامعية ولم تنته رحلته العلاجية التي بدأت منذ الثانوية العامة ليكون بذلك مطالبا ببذل قصارى جهده في دراسته بالإضافة إلى استكمال رحلة علاجه
عبدالرحمن يشهد له الجميع من أستاذته بالأخلاق العالية والمستوى العلمي الرفيع لدرجة أن الأستاذ الدكتور أحمد الشريف عميد كلية العلوم جامعة القاهرة قال عنه في أحد اللقاءات التليفزيونية المسجلة أنه أصبح رمزا وعلم داخل كلية العلوم وجامعة القاهرة وقد سبق له التكريم من رئيس جامعة القاهرة الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق في عيد الخريجين الخاص بكلية العلوم
عبدالرحمن يتمتع بشخصية قوية والقدرة على اتخاذ القرارات وحل المشاكل مما يؤهله للتعامل مع المواقف المختلفة في تخصصه وفي غير تخصصه وهو أيضا بجانب مستواه العلمي فله العديد من الأنشطة الطلابية كالنشاط الثقافي وقد سبق له المشاركة في برنامج العباقرة قادرون باختلاف مع الروائي الكبير عصام يوسف
عبدالرحمن عضو في اللجنة الثقافية بكلية العلوم ومحب للكتابة وله سلسلة خواطر قرآنية في تدبر القرآن الكريم تحت مسمى آية وحكاية عددها ٣٠ حلقة أكمل منها ٢٩ حلقة مكتوبة حتى الآن ويتبقى حلقة واحدة نسأل الله له السداد والتوفيق وأن يحفظه الله من كل سوء وأن يجعله زخرا للإسلام وللدولة المصرية وأن يحقق الله له ما يتمنى
قصة عبدالرحمن تعلمنا العديد من الدروس منها أهمية الإصرار والعزيمة في تحقيق النجاح ودور الأسرة في دعم أبنائها وتشجيعهم كما تعلمنا أن الإعاقة لا تعني العجز بل يمكن أن تكون حافزا للنجاح أهمية التعليم والمثابرة على تحقيق الأهداف قصة عبدالرحمن هي دليل على أن الإرادة القوية والعمل الجاد يمكن أن يتغلبا على أي تحد نسأل الله أن يحفظ عبدالرحمن ويديم عليه النجاح والتفوق