أخبار مصر

الواقع الافتراضي و المشهد السياسي من كتاب جعبة الظلام

بقلم
محمد ابراهيم الشقيفي
يراود عقلي سؤال ملح ، لماذا يفعل قائد وزعيم غربي ، يرأس دولة كبيرة بحجم روسيا ، و يقود بنفسه السيارة الرئاسية لزعيم عربي وفى المقام الأول هو جنرال عسكري ووطني مصري.
الحقيقة دون مراوغة ، واضحة المعالم ، مثل شمس الضحى دون كسوف ، وقمر الليل من غير خسوف ، فلا يعلم قدر الرجال ، سوي الفذ من الأبطال ، إن فخامة الرئيس بوتين ، الرجل المخابراتي من الطراز الفريد ، يعي جيداً شيئان يلمعان فى سماء الكون كله ، مكانة مصر التي تعني للعالم قيثارة الشرق ، كما يعي بحرفية رائعة ، القدر الفعلي لرجل المخابرات المصرية ، فخامة الرئيس السيسي ، مصر رغم أنف أهل السراب والعدم ، تملك أدوات السيادة ، فلا معونة لديها مشروطة ، ولا منح معطلة ، تعوق دروب التنمية .
لكن هل من الممكن ، عرض أطروحة على أهل العروبة فى صيغة سؤال ، ماذا لو كنا ضعفاء ، وجيش مصر غير متكافئ ، بلا شك ما رأت أعين العالم هذا الموقف المهيب ، و قوات الشرطة العسكرية للجيش المصرى ، تشارك بعرض مبهر ، أقيم فى بلاد الغرب و موسكو تحتفل بعيد النصر .
إن الدارس علم السيكولوجي العسكري ، يرى نظرة الثبات والقوة ، في عيني رئيس الدولة المصرية، وهو يفخر برجال القوات المسلحة ، من المؤكد أن الأمر ، لا يعدو مجرد رسالة اطمئنان للشعب المصري ، من قلب بلاد الجليد فى عيد النصر لدولة روسيا ، بل برقية تؤكد للعالم ، أنه لا مكان للقوى الواحدة ، فى ظل هذه التكتلات والتحالفات الدولية ، وأن العالم الذي ظل فى غيبوبة تحت مغعول المخدر ، قد استفاق وانتزع الوهم من أم رأسه ، لقد أصابتني سعادة غامرة ، حينما رأيت علم بلادي يرفرف فوق أكتاف الجندي فى شتى احتفالات بقاع الأرض ، مما يؤكد قوة القيادة السياسية المصرية فى حمل لواء الإرادة ، رفع شعار السلام ، وهى تخطو نحو الأفضل.
الواقع الافتراضي لا يحتاج إلى جدل التفسير العقيم ، بل إلى حنكة الفهم ، التي تؤكد علنا أن النمر الروسي ، هو حليف قوي فى العلن ،
للجنرال المصري ، و الأمر غاية في الوضوح ، لا مجال للعبث ، لقد انتصرت القيادة المصرية ، فى جمع رباط من التعاون الغربي ، لتشكيل الجبهة العالمية من جديد ، ما عاد الأمر مثل سابق القول ، يتوقف على دولة بعينها ، تحاول أن تملى علينا شروطها ، لقد اختلت الموازين ، وشهدت الساحة الدولية تغيير مناخي خرائطي ، وكان الدنيا كعكة لذيذة ، يقتسمها الكبار عنوة ، لكنها لا تقطع بإرادة الشعوب ، بل تذبح بدماء الأبرياء ، من أجل تبادل الأدوار ، والسيطرة على الغنائم والمكاسب المتنوعة.
الساحة الدولية تشهد ، على تقسيم بعض الدول بعد الربيع العربي إلى دويلات ، نعم لقد انتشرت الفوضى الخلاقة كما ازيع عن هذا السر في العلن ، اغلب دول المنطقة تعيش التشرد ، وحرب العصابات ، تنصر الأمم فى ويلات الإبادة الجماعية دون رحمة ، ومصر تحتضن الأشقاء ، وتفتح ذراعيها دون تفرقة بين ضيف وصاحب أرض.
لقد قيل عنا ما قيل ولم تلتفت مصر لتفاهة ما قيل ، كان شغلنا الشاغل حماية الحدود من خطر الاقتحام ، وأغلب البلاد المجاورة إما فى حالة حرب ، أو على محك الانحدار ، فنجحت القوات المسلحة ، فى تطوير كلفة أنظمتها رغم موجة الغلاء العالمي والغزو الإقتصادي والثقافي ، فى محاولة لاستبدال هوية دول بعينها لتكون تابعة لغيرها ، لقد فطنت مصر للمفسدة والمكيدة ، وتحالفت مع دول الجوار والشرق والغرب ، واعادة بناء جسور التواصل مع الدول البعيدة ، ولم تعتمد على سياسة البلد الأوحد ، لم تعد هذه الفكرة فى حسابات أم الدنيا ، الإيمان بالله كان أقوي من كل محاولات الهجوم والهدم والتخريب فى حق الدولة المصرية ، نجاح عقيدة الجندي ، وصبر المواطن المصري ، وحكمة القيادة السياسية والعسكرية ، مع حنكة الدبلوماسية المصرية ، وضع مصر فى قلب التاريخ ، لتكن دولة آمنة مطمئنة ، فماذا لو كنا ضعفاء ، لا التهمتنا أنياب الصهاينة ، وكنا عبيد بلا إرادة ، لقد حاول البعض استبعاد مصر من الوجود ، لكن كانت شوكتنا فى نحورهم ، جمرة القضاء بلا رحمة على ذاك الحلم ، الذي انقلب بقدرة الله إلى فزاعة رعب ،جعلته هلوسة تنتفض ارتعاش من هول حماقة كابوس التفسير للمشهد السياسي.
الكاتب/ محمد ابراهيم الشقيفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى