المشاهير والمهرجانات

تحولات القوى الفاعلة عالمياً 

وائل حجاج

 

عن روؤية ل..

الدكتوراللواءأحمدعبدالبر

 

في ظل التطورات المتسارعة فى المشهد الإقليمي، تبرز تقارير صحفية ودبلوماسية مؤشرات خطيرة حول تحولات جذرية في سياسات القوى الفاعلة، حيث تشير مصادر إعلامية موثوقة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين إلى أن إدارة الرئيس ترامب تدرس طرح خطة شاملة لإنهاء الأزمة في قطاع غزة، هذه الخطة التي تبدو جريئة في مضامينها تتضمن مشاركة حركة حماس في ترتيبات الحكم المستقبلية للقطاع مقابل التزام الحركة بعدم استهداف قادتها، مع ضمانات بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وفتح ممرات إغاثة إنسانية تحت إشراف دولي.

 

هذه التحركات الأمريكية تأتي في سياق متشابك مع ملفات إقليمية ساخنة أخرى، حيث تتوازى مع مفاوضات مكثفة بين واشنطن والرياض حول اتفاق استراتيجي قد يشمل جوانب نووية سلمية، في خطوة تبدو منفصلة عن مسار التطبيع مع إسرائيل، مما يشكل صدمة استراتيجية للقيادة الإسرائيلية، كما تظهر بوادر تقارب أمريكي إيراني حول الملف النووي رغم المعارضة الإسرائيلية الصريحة، كل هذه العوامل تضع حكومة نتنياهو أمام تحديات وجودية تهدد بزعزعة التحالف التاريخي بين واشنطن وتل أبيب وترسم مسار سياسي جديد.

 

وفي الجانب الإسرائيلي، تبدو القيادة السياسية والعسكرية أمام مفترق طرق حاسم، فإما أن تخضع للضغوط الأمريكية وتقبل بالخطة المقترحة بما فيها من تنازلات قد تبدو صعبة للرأي العام الإسرائيلي، أو أن تختار طريق التصعيد العسكري المباشر سواء عبر عملية برية شاملة في غزة قد تلامس الحدود المصرية، وتنزلق فى مسار اللاعودة ، أو حتى شن ضربات استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية، في سيناريو كارثي قد يشعل المنطقة بأكملها.

 

أما على الصعيد المصري، فإن هذه التطورات تحمل في طياتها فرصاً وتحديات متلازمة، فمن ناحية قد تعزز الجهود الدبلوماسية المصرية وموقعها كوسيط إقليمي رئيسي، خاصة إذا ما تم تبني عناصر من الرؤية المصرية في التسوية النهائية، ومن ناحية أخرى فإن أي تصعيد عسكري في غزة قد يفرض ضغوطاً أمنية واقتصادية إضافية على مصر، مما يتطلب حالة تأهب قصوى وتعزيز الترتيبات الأمنية على الحدود الشرقية.

 

المشهد الحالي بكل تعقيداته يحتم على صناع القرار في المنطقة قراءة ما بين السطور، فالتوقيت الحرج والتفاعلات المتسارعة تشير إلى أن المنطقة تقف على أعتاب مرحلة جديدة قد تحمل في طياتها إما فرصة تاريخية لتحقيق استقرار نسبي، أو انزلاقاً نحو مواجهات شاملة يصعب احتواء تداعياتها، وفي كل الأحوال، فإن الحكمة السياسية والرؤية الاستراتيجية البعيدة المدى ستكونان العامل الحاسم في تحديد مسار الأحداث القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى