حقيقة وأحلام
بقلم
حسن ابو زهاد
سمعتك تهاتف اذني وتحادث قلبي ويمر طيفك امام عيناي بائع الأحلام أهلا وسهلا بك هل لي أنا امازح معك ام أصيب كبد الحقيقة أرني ما في جعبتك فقد مر بي الزمان سريعاً ولم اتمكن من تحقيق أحلامي كنت شغوفا بكل شيئا والان فقدت الشغف صارت الأيام معدادا يساعدني دورانها سريعاً ليل يعقبه نهار ونهار يعقبه ليل مرت الأيام أيها البائع وأري أحلامي قد وهنت ولا ادري ماذا اصنع هل لك ان تعيد لي احلامي فقد سرقت ولكن لا ادري سرقها الزمن في غفلة مني لقد مر الزمان سريعاً فصرت غير مكترث بما تحقق وبما قد ضاع مني في سلالك ليتك تهبني فرصة سانحة أخري أحقق احلامي أعلم أن ذلك مستحيلاً ولكني اراود احلامي فقد أصبحت الآن شيخا كبيرا وهن العظم وتبدلت القوي تبدلت الأشخاص من حولي صاروا ليس كما عرفتهم من قبل في بداية مشوار حياتي لغة المصالح والحاجات لغة لا أعرفها لغة أنهكت قلوب المخلصين صاروا متعبين فقد وهنوا المسير في طريق طويل تملئه الاوغاد وما أخشاه أيها الزمان ان لا اقوي علي المسير. معك لقد كنت سريع أسبق الريح تفكيرا ضاعت مني اشياء كثيرة في تزاحم الخطوات ولكني اكتشفت إني حزين جدا متألم فلا يمكنني استرجاع خطوات خطوتها لا ياخذني الحنين إليها مرت خاطفة تركت الاثر وفرت هاربة فهذا قانون الحياة لأنها تسير بنا في اتجاه واحد طريق اللاعودة استسمحك أن تبدل احلامي باخري اقل صعوبة أستطيع تحقيقها لقد أصبحت اكتفي بالقليل يكفيني لحظات هدوء وسكينة لحظات لحظات اخلد فيها لنفسي بعيدا عن الضوضاء والصخب بعيدا عن الزحام والنفاق سكنات الحياة غير ما الفتها أصبحت أخشي الليل واخاف النهار أصبحت لا أميل إلي الضوضاء وايضا يقتلني الهدوء ماذا اريد فقد تحير قلبي وعقلي معايير كثيرة اختلت ووهنت كنت أعيش زمن صدق الكلمة التي صارت كلمات أصبحت لا الفاضل بين الحقائق فقد اختلط الوهن بالحقيقة اختلاطا يصعب علينا التميز يا بائع الأحلام فقدت احلامي في المسير فقدت ضحكات من القلب فقدت عيني المستقرة وقلبي الأمن صارت الأوضاع مخالفة واقعي دلني فقد خارت قوي بين العقاقير والأدوية صرت اشرب كأس كله مرارة ولكن مرارة الواقع أشد ضراوة واقع أخشاه ارفضه لا تقبله نفسي ماذا اصنع دلني وسوف ادفع لك ما تريد فقد تعودت الدفع الباهظ طيلة حياتي اسدد فاتورة أصلي وتربيتي التي نشأت عليها فهل لك ان تعينني في ضائقتي ام أنك قليل الحيلة مثلي والان بعد كل هذه كفا ايها الأحلام فلا بأس لابد للواقع ان يفرض نفسه حتي وان كان الواقع هزيلا انهكه التعب في ساحة الميدان. هل تبـيع لي حلـم لغدا بدلا من احلامي الضائعة الفاترة الواهية الحزينة
و تشتـري مني الاوهام خلصني منها فقد سئمتها هل عـندك. لـي حلـم يعـيد الحياة. التي وهنت والقلب الذي اضناه المسير وتعيرني حلما واحدا يعيد اليا. سعادتي من جديد يعـيد لي ماضي وسوف اتعايش معه ولن اخزلك يوما من الأيـام
أملي أيها البائع أن ارجع طريقي من جديد واعدك أن اصوب كل أخطائي فقد ايقنتها ولا تخشي مني فشل
فقد ايقنت كبد الحقيقة فلا اريد منك الا دواء يطيب الجروح الغائرة ويعيد صوابي دواء يقتل الملل والحزن دواء يعيد اليا روح الحياة التي ضاعت في خضم الحياة اعلم ان كل ذلك مستحيلاً ولكني يا بائع الأحلام كنت احلم معك ولا أملك شيئا الا الحقيقة التي تريح نفسي ان تعيرني كأس النسيان او دعوة صادقة من القلب تمنحني رضا الله يعينني علي تكملة ما تبقى في المسير والحمد لله رب العالمين شكرا لك كنت امزح معك يا بائع الأحلام