الثقافة العامة

(٥٠) أوديب ،، ٢٠٢٥،، الأخطاء بين الملك والملكة

(٥٠) أوديب ،، ٢٠٢٥،، الأخطاء بين الملك والملكة
بقلم المستشار// حمدى بهاء الدين
وقت الأزمة لا أحد يعترف بخطئه ، لا أحد يري نفسه مذنب ، كل طرف يرى نفسه برئ ، كل طرف يلقي باللوم على الطرف الأخر ، كل طرف يبحث لنفسه عن مبرر حتى ينام مرتاح الضمير دون قلق ودون توتر ، عادة يتم تجاوز لحظة الخلاف دون حله جذريا ، دون مواجهة ، دون طرد الدم الفاسد فيتقيح الجرح وتكون العلاقة برمتها فى خطر ، ويكون كل شىء على وشك الإنفجار فى أى لحظة لأنه لم تتم المعالجة بشكل صحي كمن يردم على جذوة نار ظنا منه أنها تنطفأ ذاتيا دون جهد
هذا ما حدث بالفعل بين الملك والملكة اعتمادا على ما بينهما من حب ومودة ووحدة مصير ، كان ما بينهما أكبر من أى خطأ وأعمق من أى نزوة لكنهما لم ينتبها إلى التراكمات وأثرها فى قادم الأيام
لم تنتبه الملكة إلى ما حذرها منه الملك حين توجها ملكة على العرش ، حين أخبرها أنه يعاني من عقد نفسية يتعين شفاءه منها وحال التفاوت بينهما فى المشاعر والتفكير والفهم والتفسير والإحتواء وقلة خبرة الملكة وصغر سنها وقلة تجاربها دون سرعة شفاء الملك وتداويه وتحرره من عقده وزاد على ذلك بعض تصرفات الملكة من عناد وتحدي ، تلك التصرفات التى عمقت تلك العقد مما دفعه إلى السقوط مرات ومرات ومن ثم يعود ويعتذر ومن ثم تصفح الملكة لكنها لم تكن تنسي وتذكره بها من حين إلى حين وهذا ما كان يؤلمه رغم أنه المخطئ من البداية
حقا كانت الملكة أكثر صبرا وأكثر عفوا وإن كان عفو لا ينسي ، لقد كان حب الملكة للملك أكبر من كل نزواته والعقدة أنها هنا لم تكن تمنحه كل ما يريد ربما عن جهل أو عند أو قلة خبرة أو كان هذا كل ما تستطيع الأمر الذى خلق بينهما فجوة من عدم الثقة وعدم الأمان خاصة بعدما أصبح للملكة أسرارها الخاصة التى كانت تخفيها عن الملك بالرغم من عفوية تلك الأسرار وطهرها وبرائتها لكنها ولدت غيرة وبعض ظن فى وجدان الملك وعقله ، لكنها فى النهاية من أنبل نساء الأرض
أما الملك رغم تلك العقد وكل تلك النزوات والسقطات والخطايا لم يحب ولم يعشق ولم يتمني إلا الملكة لكنه أخطأ حين أهملها وانشغل عنها بأشياء لا قيمة لها وقدم عليها من لا يستحق مما قلل الملكة فى نظر نفسها وشككها فيما تملكه من قدرات كأنثي ودفعها الشك أنها لن تشبعه ولن ترضيه ولن تقنعه مهما فعلت فكانت الفجوة التى اتسعت تدريجيا حتى عاد الملك لرشده ونجا من عقده وغيبوبته
ورغم أن الأخطاء مشتركة بينهما وإن تفاوتت فهما لم يفترقا أبدا وكل ما فى الأمر أن الملكة تحتاج إلى بعض وقت لتنسي لأن الأمر لا يتم محوه بضغطة زر بل الأمر يحتاج إلى بعض وقت ، يحتاج إلى إرادة ونية خالصة ورغبة لا تقبل شك
كل ما فى الأمر أن الملك يحتاج إلى الإهتمام والإحتواء وإشباع مشاعره والملكة تحتاج إلى الأمان وبعض الثقة
# بقلم حمدى بهاء الدين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى