الاضطرابات النفسية… قضية مجتمع وليست مجرد حالات فردية
في ظل تسارع نمط الحياة وضغوطاتها المتزايدة، لم تعد الاضطرابات النفسية مجرد حالات فردية معزولة، بل تحوّلت إلى تحدٍّ صحي واجتماعي يستدعي التعامل معه بجدية ووعي.
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 1 من كل 4 أشخاص حول العالم سيتعرّضون لأحد أشكال الاضطراب النفسي في مرحلةٍ ما من حياتهم. ومن أبرز هذه الاضطرابات: الاكتئاب، القلق، اضطرابات الشخصية، اضطراب ما بعد الصدمة، والوسواس القهري.
هذه الحالات لا تعني “ضعف الشخصية”، كما يروّج البعض، بل هي أمراض حقيقية تؤثّر على التفكير والمشاعر والسلوك، وقد تكون ناتجة عن تفاعل معقّد بين العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية.
أهمية التشخيص المبكر والعلاج:
كلما تم التشخيص مبكرًا، زادت فرص التعافي. وتتنوع أساليب العلاج بين العلاج النفسي (السلوكي المعرفي – التحليلي – الأسري)، والعلاج الدوائي، فضلًا عن برامج التأهيل والدعم المجتمعي.
وصمة العار ما زالت عقبة:
رغم التقدّم الطبي، إلا أن الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي تظلّ أحد أكبر التحديات، حيث تمنع الكثير من الأشخاص من طلب المساعدة في الوقت المناسب، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة وتأثيرها على جودة الحياة.
دعوة للمجتمع:
من الضروري أن نعيد صياغة وعينا الجماعي تجاه الصحة النفسية، وأن نُدرجها ضمن أولويات الرعاية الصحية. فالفرد المتوازن نفسيًا هو حجر الأساس لمجتمع صحي ومنتج.
✍️
د. رضا علي عطية
استشاري نفسي وأسري – مدرب دولي معتمد
جريدة آخر خبر