العدو المدمر
مقال
بقلم د /. سعاد حسني
يقول الله سبحانه وتعالى ” واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم” صدق الله العظيم. فلا يوجد اثنان يختلفان عن معنى هذه الآية الكريمة، وهو أمر الله لنا بإعداد كل أنواع القوة لمواجهة العدو، والذي هو بدوره عدو الله قبل عداوتنا له. ولكن هذا هو العدو المعلن للبشر المعروف بكل ملامحه وسماته. أما العدو الخفي للإنسان وقد يكون له صور كثيرة، وكلامي هذا ليس على سبيل الفلسفة، أو التوراد للفكر، ولكنه من الحياة نفسها التي نعيشها ومواقفها المتغيرة بصفة مستمرة. وأظن أن جميع الإنسانية على اختلاف النوع، واللون، والجنس، الديانة يتفقون معي في هذا القول؛ والسبب يرجع في ذلك أن الشعور الإنساني واحد. فالعدو قد تكون النفس ومتطلباتها المخالفة للواقع أحيانا، أو تكون معاكسة للظروف أحيانا أخرى. وقد يكون العقل الذي لا يلهمنا الصواب. وفد يكون شخصا قريبا أو بعيدا يدمر لنا شرا ولا نعرفه. وأنا أخص في هذا الموضوع العدو الأكبر والمدمر هو اليأس من رحمة الله؛ فالإنسان الذي يصل لمرحلة اليأس من رحمة الله، ويترك نفسه تنساب وتنساق في هذا الاتجاه، قد يكون مصيره إما الاكتئاب أو ينتابه الجنون، أو قد يقبل على الانتحار. وهذا لأن الإحباط واليأس قد تحكم في هذا الإنسان وتملك منه بشكل كبير؛ مما أفقده عدم التوازن، وعدم القدوم على اتخاذ القرار بشكل صحيح في أي موقف حتى لو كان تافها. فالوصول إلى مرحلة اليأس من رحمة الله لسبب أو لأخر شيء مرعب ومخيف، وقد يفقدنا الحياة نفسها. فعلينا أن نتسلح بالإيمان الحقيقي بالله، وأن نثق به ثقة بلا حدود. وأن نعرف أن كل مشكلة مهما كان حجمها أو أبعادها لها حل عند الله سبحانه وتعالى. ونثق أنه لا يتخلى عنا أبدأ مهما كانت علاقتنا معه؛ لأن رحمة الله غلبت كل شىء. وعلينا بالصبر الجميل والذي هو بدوره سببا وبابا من أبواب الجنة تصديقا لقول الله : ” وبشر الصابرين” وهذا إلى جانب وعد الله لنا ” إن بعد العسر يسرا إن بعد العسر يسرا” فالخير قادم لا محالة مهما طال الأجل، وفى الوقت الذي سيحدده الله لنا؛ لأنه سبحانه يعلم الأنسب لنا. لذلك علينا أن نحارب العدو المدمر بكل ما لدينا من قوة، بالإيمان الصادق بالله.