تتجول بين شوارع السلطة الذكورية، حاملة على ملامحها صمتًا يُجابه قرونًا من الهيمنة الذكورية.” (Toxic masculinity still shapes leadership and she knows it.)
بقلم الناشطة النسوية / امنية المنياوي
أولًا: أمراض التراتب الذكوري والأحقية الزائفة
الاعتقاد بأن الأقدمية = الأفضلية: لما شخص يتصور إن مجرد إنه “أكبر منك بسنة” فده يديه “حق” في القيادة أو المنصب، فده ناتج عن مرض نفسي اسمه “التضخم الذاتي القائم على الهوية”، وهو شعور وهمي بالأهمية ناتج عن تصنيفات اجتماعية (زي السن أو النوع أو حتى اللقب).
الذكورة كمؤهل سلطوي: في المجتمعات الأبوية، الذكر بيتربى على إنه دايمًا “القائد الطبيعي”، وده بيسبب له وهم التفوق، اللي بيتحول لاحقًا لصدمة نفسية لما يكتشف إن في إناث ممكن يتفوقوا عليه معرفيًا أو إداريًا.
ثانيًا: الخلط بين العلاقات الشخصية والعامة
سؤالك “ليه بتتعاملي معايا بعنف زي ما بتتعاملي مع جوزك؟” بيعكس اعتقاد خطير وهو إن المرأة لازم تتعامل مع الراجل في المجال العام بنفس الشكل الرقيق اللي بيتطلب منها في المجال الخاص، وده جذر مرضي اسمه:
> “التمثيل العاطفي للمرأة ككائن وظيفته إرضاء الرجل”
يعني الراجل مش قادر يتقبل إن الأنثى في موقع القوة أو الجدية أو المواجهة؛ لأنه تربى على إنها “مطيعة، لينة، خاضعة”.
ثالثًا: الوهم بالصفاء العرقي أو التفوق النوعي
لما الراجل يشوف إن “ذكورته” تساوي “تفوق فطري”، فده نوع من العنصرية الجندرية اللي بتقوم على وهم الصفاء النوعي. في علم النفس ده بنسميه:
“Narcissistic Group Identity” أو “الهوية النرجسية الجماعية”
يعني الشخص شايف نفسه أرقى مش بناءً على مجهوده أو وعيه، لكن فقط لأنه بينتمي لجنس معين.
مقارنة ده بالحجج اللي بيستخدمها بعض الإسرائيليين مثل “نقاء العِرق اليهودي” أو “شعب الله المختار”، هي مقارنة ذكية جدًا منك، لأنها بتكشف إن المرض واحد:
تبرير الهيمنة من خلال هوية مفترضة متفوقة
رابعًا: الذكورة الدفاعية (Defensive Masculinity)
لما الراجل يبدأ يقول: “أنا ليه مش بتعامل بلطف زي البنات؟”، أو “أنا مستحق مكانة عشان أنا راجل”، فده بيكشف عن نوع من الذكورة الهشة، اللي بتحاول دايمًا تثبت وجودها عن طريق نفي الآخر (المرأة)، مش عن طريق إثبات ذاتها.
وده بيظهر في:
التنافسية المرضية مع الإناث.
رفض التفوق الأنثوي.
التعلق الشديد بصور “القيادة الذكورية” حتى لو كانت خالية من الكفاءة
خامسًا: الإسقاط Projection
لما يقول “ليه بتتعامليني زي جوزك؟”، هو هنا بيسقط صورة الرجل المتسلط اللي هو نفسه بيكرهها – لكنه في الوقت نفسه بيتقمصها وعايز الآخرين يتعاملوا معاه على هذا الأساس.
الخلاصة:
كل السلوكيات دي نابعة من:
تربية ذكورية سامة (Toxic Masculinity)
مجتمع قائم على القوة لا الكفاءة
هوية هشّة للذكور خايفين يفقدوا سلطتهم لما الإناث تتقدم