الادب والقصه

تنبؤات العاريات ..من كتاب هجوم الغربان

بقلم

محمد ابراهيم الشقيفي

كشفت عن ساقيها الأخلاق فى مستنقع المنكر انتحرت الأجنة في الأرحام وولدت الفضيلة يتيمة لما وقع سر الجمال ببئر فاح منه ريح الحنظل ومر العقم .

أتذكر الماضي كيف يوقر الصبى شيخه استرجعت بعض الملفات المحذوفة من العقل الباطن ونحن ننحني لكل صاحب فكر ومبدأ أتعجب من قبح أخلاق السجين وجلد جسد الأسير وقطع لسان الضمير كل يوم تعدم الوعود عند أسلاك الحدود الشائكة التي تبكي على حال القطيع أنياب الأسود تمر مع قافلة يحرسها الذئاب وفوق رؤوسها يعلو بعوض الذباب زارت الضباع منازل السباع ثم خرجت الأفاعي من جحورها الضيفة وترك الحر المتاع.

الأخبار المفبركة تذاع فى الظلام خشية من افتضاح أمر الكلام قتلت نظرة العيون بنات الحور تلك هى تصرفات الغيور أصاب شريان القلب الضمور.

اليوم هنا وهناك منوعات وبناء علاقات و آراء تحكمها المصالح. العيون تعشق ألوان الفواتح ومنذ لحظة ساء طقس البضاعة تخزن الأخلاق فى صفائح الصدأ تنزع المبادئ تعلق عباءة الرجال على أقذر شماعة يحتقر فى ثناياها قوت البشر و فى أوقات عصيبة لا تخرج الزكاة وتكسر الوديعة من أجل لقمة العيش.

حلم الماضي أن نهدى الأحبة وردة يستنشق عبقها بلا شوك ذو ملمس ناعم النوايا كانت بريئة لا تعرف الدنيئة الآن نعطى إناء العسل والسم فى فم الحاضر يزين وجه الحقيقة .

انتهى كلام الأمس المعسول صار القاتل يأخذ عزاء المقتول . إن المناخ الملائم لكل الطبقات فى الأمور الحياتية اندثر لم يبقى منه سوى فتات الخبز العفن الكفيف يبكى لم يعد يرى بعين أخيه ما يجرى كل شىء بالعهد القديم كان متاح من أول المساء إلى فجر الصباح الضرير فى نزهة للتسوق يحسب عدد الخطوات يتجنب الحفر العميقة يحسن السير فى الطرقات .

سباق العالم هراء يلهث خلف تنبؤات العاريات والنفس ضحية

لقد انشغلت القلوب بالعيوب ونسيت ذنوب طافت مشارق الأرض ضاقت بنا الأركان حتى الصمت الكل فى مأزق من ثورة الشك أيتها الأيام لا داعي للقلق فمن خلق الأجساد من علق قادر على إطفاء لهيب قلب أحترق .

من شوائب المرار تبقى التوبة عالقة فى الحلقوم فى دائرة علقم بين أنفاس الغيوم مازال الطائر يحوم والبراكين الثائرة صابرة فى عمقها النار لم يأذن لها أن تبتلع فساد هذا الفجور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى