المشاهير والمهرجانات

صاحب الصورة غير مقصود والصورة لتفسير المقال لا أكثر  (٩٣) أوديب ،، ٢٠٢٥،، رجل بين صورتين  

بقلم حمدى بهاء الدين

الغالبية تراه وسيما ، دقيق الملامح ، ملفت للنظر دون أن يتحدث إلا هى تراه دميما بلا جاذبية بلا وسامة ، تراه قصير منتفخ البطن انحسر الشعر عن نصف رأسه وعينيه مجرد ثقبين ضيقين

الغالبية تراه كريزما طاغي الحضور حاد الذكاء نادر الموهبة فصيحا بليغا مفوها مرتب الأفكار جيد العرض عميق الفكرة إلا هى تراه شخصا عاديا لا فرق إن غاب أو حضر ، تراه مراوغا كاذبا شهوانيا نرجسيا

الغالبية تراه طيبا حنونا متواضعا عاطفيا حالما رومانسيا إلا هى تراه قاسيا عنيفا متكبرا يفتقد الرقة والمشاعر الرومانسية ، تراه جافا تحركه النزوات والشهوات

الغالبية تراه نبيلا عظيما عفيفا من منبت طيب ومن شجرة طيبة ومن أصل طيب إلا هى تراه بلا أصل ، بلا جذور ، ترى نسبه يعود إلى كفار قريش الذين ماتوا على الكفر ولم يسلموا فورث عنهم العند والكبر والكفر

الغالبية تراه على صورة وهى وحدها تراه على النقيض تماما ، تراه صورة مشوهة ، نعم صورة مشوهة ملامح وروح ، صورة الرجل المخادع الجاحد الذى لا يشبع ولا يقنع ولا يقر بفضل أو تضحية أو عطاء

الأمر الذى جعلنا فى حيرة من أمرنا هل نصدق تلك الصورة المستقرة فى أذهان الغالبية أم نصدق تلك الصورة التى رسمتها هى لنا وقدمتها لنا مرارا وتكرارا على أنه النموذج الأمثل للرجل السيئ ، لا ندرى هل كلامها صدق أم مدفوع بكراهية متجذرة فى أعماقها ؟ والسؤال الملح هنا من أين جاءت كل تلك الكراهية وكيف تراكمت إلى هذا الحد للدرجة التى تراه ثقيلا مملا مزعجا ؟! وهل يمكن لكل هذا التناقض أن يكون فى شخص واحد ولا ندرى أى الصورتين هى الحقيقة أو هى الأقرب إلى الحقيقة ولا ندرى هل وصف الصورة من جانبهم أو من جانبها كان بصدق أم داخلها الهوى والمشاعر قبولا ورفضا ، كرها أو حبا ولا ندرى السبب الذى أدى إلى تشوه الصورة إلى هذا الحد ولا ندرى أى عقاب سيلحق به جراء هذه الخاطرة

# بقلم حمدى بهاء الدين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى