قصة “وشم”
بقلم
نشوة أبوالوفا
الفصل الأول
في يومٍ مشمس جميل يتخلله رياح خفيفة؛ كانوا على متن يختٍ صغير يمارسون هوايتهم المحببة في مياه المتوسط يلقون صنانيرهم داعين الله أن تلتقط رزقًا وفيرًا
إنهم سُهيل الطبيب وزوج أخته باهر وصديقهما ساري صاحب اليخت.
لفت نظر ساري شيء ما يصارع الأمواج فأمعن النظر فإذا به شخص ما، فزاد من سرعة المركب فجأة
كان بيد سُهيل كوب من الشاي فانسكب عليه فصاح
“ماذا بك يا ساري هل جننت؟ ماذا هناك لتسرع هكذا؟”
فأجابه “يبدو أن هناك غريق”
فجاء باهر مسرعًا “سترك يا الله”
إلى أن وصلوا كان ذلك الذي يغرق قد توقف عن المقاومة وبدأ في الغوص في المياه.
ألقى سُهيل بنفسه بسرعة في الماء وتبعه باهر وأمسكا ذلك الغريق وصعدا به للسطح.
صعد باهر على المركب وساعده ساري وأمسكا بالغريق وأصعداه على متن المركب
ليفاجئوا أن الغريق فتاة ويسيل الدم من جبهتها، قام سُهيل بعمل التنفس الصناعي لها حتى بدأت تسعل وتخرج الماء من رئتيها، ثم أجلسها وأحضر لها باهر غطاء لتضعه عليها
اقترب منها سُهيل فجفلت
“لا تخافي أنتِ مصابه سأمسح الدم”
ومسح الدم عن رأسها
“ستحتاج للتقطيب، أحضر العلبة يا ساري”
فأحضر ساري العلبة مناولًا إياها له
“تفضل”
إحساس داخلي ينتاب ساري بأنه يعرف هذه الفتاة لقد رأى ذلك الوجه بالتأكيد قبل الآن لكنه لا يذكر أين؟
نظر سُهيل للفتاة
“لا تخافي أنا طبيب”
نظرت له الفتاة غير مصدقة، فتح العلبة وأخرج منها زجاجة رش منها على جبهتها
“هذا مخدر موضعي لكيلا تؤلمك الخياطة”
وخاط لها الجرح وضمده
“أنتِ بخير الآن ”
وأعطاها قرصًا لتتناوله فقالت:
“ما هذا؟”
فرد عليها سُهيل
“إنه مضاد حيوي من أجل الجرح والآن تعالي معي للأسفل لتبدلي ثيابك المبتلة”
فنزلت معه فقال:
“للأسف لا ملابس معنا تناسبك وهذا ما لدينا”
وأعطاها قميصًا وسروال؛ من الواضح أن مقاسهما كبير وتركها وخرج فخلعت الملابس السوداء التي كانت ترتديها وارتدت ما أعطاه لها كانت تبدو كالخرقاء في تلك الملابس، وجدت حبلًا قصيرًا ربطته على السروال كيلا يقع وقامت بربط القميص من الأمام وصعدت لهم.
قال ساري:
“الحمد لله لقد أنجدناك في آخر لحظة كدتِ أن تموتي غرقا”
وناولها كوبًا من الشاي لتتدفأ وتركهم ودخل كابينة القيادة.
“كيف وقعتِ في الماء؟ ومن أنتِ؟” قال باهر
“أنا …. أنا …. ” وهي تغمض عينيها بقوة وكأنها تحاول التذكر
“لا أدرى”
فرد باهر “لا تدرين كيف وقعتِ في الماء؟!”
فقالت “ولا أدري من أنا؟”
فنظر باهر لسُهيل “أنجدنا يا طبيب الفتاة لا تدري من هي؟”
“ربما هذا فقدان مؤقت للذاكرة بسبب الجرح في رأسها بالتأكيد ضُربت على رأسها ضربة قوية”
صاح ساري “وصلنا يا رجال”
فقاموا بإرساء اليخت ونزلوا ومعهم الفتاة التي تساءلت
“إلى أين سنذهب؟”
أجابها باهر ضاحكًا “سنخطفك ” فخافت وتلقائيًا تعلقت بذراع سُهيل الذي وكز باهر قائلًا:
“ليس هذا وقت مزاحك الثقيل يا باهر”
ونظر لها بطمأنينة
“لا تخافي سنذهب للمنزل، أمي وأختي زوجة هذا المختل هناك والطريق للمنزل في شارع عمومي”
فقاطعهم ساري “السلام عليكم، سأزن الاسماك وأوردها للمطعم”
فقال سُهيل “سننتظرك مساءً لا تتأخر”
فرد “إن شاء الله”
وسارت الفتاة مع سُهيل وباهر حتى وصلوا لمنزل ذو طابقين وفتح سُهيل الباب مناديًا
“يا أمي أين أنت؟”
فظهرت رباب أخت سُهيل وزوجة باهر قائلة:
“وأين سنكون؟ أنا وأمي بالمطبخ”
وأسرعت نحو باهر “لماذا تأخرتم؟”
فرأت الفتاة “ومن تكون هذه؟”
فرد سُهيل عليها
“إنها سبب تأخرنا لقد وجدناها تغرق وللأسف فاقدة للذاكرة”
قالت رباب “ماذا تعني؟”
فرد عليها زوجها
“يعني أنا جائع وأريد تناول الغذاء قبل أن أتهور وآكلك”
“انتظر يا باهر لنعرف حكاية الفتاة”
فتضايق باهرو صرخ
“رباب أنا جائع، هل يرضيكِ هذا يا حماتي؟”
جاءت سيدة عجوز من الداخل قائلة:
“هيا يا رباب ضعي الطعام؛ البحر يجعل الإنسان يجوع وبالتأكيد الفتاة أيضًا جائعة”
ووجهت نظرها للفتاة فارتاحت لها كانت قصيرة القامة ضئيلة الجسد شعرها قصير كالصبية وتبدو كالطفلة الصغيرة وكان مظهرها مضحكًا بالملابس التي ترتديها
ابتسمت حورية لها واحتضنتها
“تعالي معي لتبدلي ملابسك” دخلت معها غرفتها وأخرجت لها جلبابًا فهما من نفس الطول ولكن حورية أسمن منها بالطبع.
كان الجلباب واسعًا لكنه أفضل حالًا مما كانت ترتديه
وخرجت لهم.
“تعالي بجواري” قالت حورية
“ما اسم حضرتك؟”
ضحكت الأم “بدون حضرتك فلتناديني أمي حورية، وأنتِ سأناديك أمل، إلى أن نعرف من أنت؟”
فقالت الفتاة
“أمل إنه اسم جميل أنا موافقة يا أمي حورية” فاحتضنتها حورية وقالت:
“هيا تناولي الطعام”
تناول الكل الطعام وأنهت رباب غسل الأطباق وحدها، بعد أن عرضت أمل مساعدتها فكسرت طبقين.
كان سُهيل وباهر وحورية يجلسون بالشرفة انتظارًا للشاي الذي ستحضره أمل التي كانت تقف بالمطبخ في حيص بيص وسألت
“رباب ماذا أفعل؟”
فقطبت رباب حاجبيها
“ماذا تفعلين في ماذا؟ في الشاي، الرحمة يا رب، اغلي الماء وضعي ملعقة من الشاي في الكوب وصبي عليه الماء المغلي وضعي السكر ورصي الأكواب على الصينية وأخرجيها”
نفذت أمل التعليمات ورباب توليها ظهرها لتنهي ترتيب المطبخ.
أخرجت أمل الشاي الذي ما أن رآه سُهيل حتى قال
“الماء لم يغلي جيدًا”
وتذوقه فبصقه “يا الله لقد وضعتِ ملحًا بدل السكر”
أخذت حورية تضحك ونادت على رباب لتعد الشاي قالت رباب
“الصبر يا رب، يبدو أننا سنعلمكِ كل شيء”
طلبت منها حورية أن تدخل لترتاح قليلًا فيكفيها ما عانته اليوم، وأرشدتها رباب لغرفة الضيوف التي سترتاح فيها.
عندما دخلت راحت في النوم سريعًا.
أنهت رباب ترتيب المطبخ وأعدت الشاي وخرجت لهم في الشرفة تذوق سُهيل الشاي
“هذا هو الشاي سلمت يداك يا رباب”
قالت حورية “يا تُرى ما حكاية هذه الفتاة؟”
“سنعرف كل شيء في وقته يا أماه” قالها سُهيل.
في المساء رن الجرس
ذهب سُهيل ليفتح فوجد ساري بالباب
“السلام عليكم” قالها ساري
“وعليكم السلام” رد سُهيل
“هيا يا باهر” وخرج خارج الباب
“ألن ندخل؟” سأل ساري
فرد سُهيل “لا وراءنا مهمة سننفذها ثم نعود”
فتساءل ساري “أي مهمه؟”
فأجابه “لا تكن لحوحًا، سأخبرك عندما ينهي ذلك الأخرق باهر وصلة الحب مع رباب ويخرج”
خرج باهر قائلًا “هيا بنا”
رد سُهيل ساخرًا متهكمًا ” بالله عليك ادخل مرة أخرى فأنت لم تتأخر!”
“ما بك يا سُهيل؟ إنها أختك ماذا أفعل؟”
وسار الثلاثة حتى مكان سيارة سُهيل فركبوا
سأل ساري “ألن تخبرني الي أين سنذهب؟”
فرد سُهيل “سنذهب لمُهاب”
فقال باهر ” أنا حقًا افتقده”
نظر ساري نظرة “اللهم صبرًا” إلى باهر وقال موجهًا كلامه لسُهيل “لتحكي له حكاية الفتاة الغريقة، أليس كذلك؟”
“نعم لنحكي له عن أمل” قال باهر
سأله ساري “من أمل؟”
فأجابه سُهيل ” إنها الفتاة، أطلقت أمي عليها هذا الاسم”
كانوا قد وصلوا لقسم الشرطة، ما أن رآهم العسكري مطاوع أمام الباب حتى أدى لهم التحية العسكرية قائلًا “مرحبًا بكم، لم نركم منذ مدة، تفضلوا بالدخول”
فقال سُهيل “أعطي خبرًا أولًا لمُهاب”
فرد مطاوع “عندي تعليمات بإدخالكم فورًا ما دام المكتب لا يوجد به سوي مُهاب باشا، تفضلوا”
وفتح لهم الباب، ما أن رآهم مُهاب حتى سارع بالقيام لاحتضان كل منهم حضنًا قويًا
“مرحبًا باتحاد طلبة الجامعة، لقد افتقدتكم، مر اسبوعان على آخر اجتماع لنا”
قال سُهيل “ونحن أيضًا افتقدنا صحبتك، لكننا هنا اليوم لأمر آخر”
جلسوا جميعًا وقال مُهاب “ما هو؟”
فحكى له سُهيل حكاية إنقاذهم لأمل كما أسمتها أمه حورية
وأضاف “أنا أعتقد أن الفتاة من عائلة ثرية، تلك الملابس التي كانت ترتديها من ماركات عالمية أصلية، كذلك ساعة يدها وطريقة تناولها الطعام معنا، كما أنها لا تجيد أعمال المنزل، ولا حتى تعرف كيف تصنع الشاي، فهي لا تميز السكر من الملح”
ضحك الجميع ثم قال مُهاب “هل لديك صوره لها؟”
أجابه سُهيل “نعم صورتها بدون أن تلاحظ
” ووصف له بنيتها الجسدية
“إنها تبدو كالأطفال قصيرة القامة والشعر”
ما أن نظر مُهاب لصورتها حتى قال:
“أنا متأكد أني رأيتها قبل الآن، لكني لا أتذكر أين؟ سأقوم ببضعة اتصالات”
أخذ مُهاب يهاتف زملائه بحثًا عن بلاغات الاختفاء والغرق وأخذ في التحدث مع أحدهم باهتمام وعلامات الانتباه والتفكير واضحة عليه ثم أغلق الخط والتفت لهم
“لن تصدقوا من تكون هذه الفتاة! ألم أخبركم أني أعرفها، الفتاة التي وجدتموها تكون روشان السمنودي ابنه رامز السمنودي”
“هل أنت متأكد؟” قال سُهيل
فرد مُهاب “أهذا سؤال يسأل لي؟”
فحرك سُهيل يديه بلا وقال “لا أقصد لكن الدكتور رامز توفي من فترة بسيطة، أيعقل أن تكون أقدمت على الانتحار”
قال مُهاب “لا يصح أن تتلفظ بذاك القول، المرحوم الدكتور رامز ربى ابنته جيدًا ولقد تعاملت معه كثيرًا في مجال الطب النفسي لتحليل شخصيات بعض المجرمين وكان خير معين لي، لقد رأيت روشان بضعة مرات متفرقات، عندما كانت تأتي لهنا لتمر عليه”
قال سُهيل “حسنًا عرفنا أهلها، نأخذها لهم صباحًا، لننتهي من هذه الحكاية”
وافقه باهر وساري الرأي
لكن مُهاب ظل صامتًا قليلًا وأخذ يفكر ثم قال:
“موت الدكتور رامز بطريقة مفاجئة بتوقف قلبه مع عدم وجود أي أثر في التشريح مع أن قلبه كان قلبًا قويًا فلقد رافقته ذات مرة لطبيب القلب، وتعجب طبيب التشريح من توقفه، لكننا لم نجد دليلًا ملموسًا يدفعنا لفتح تحقيق، ثم بلاغ عن أن روشان ألقت بنفسها من على متن المركب أثناء نزهتها مع ابن عمها نائل، الذي أخذها للتنزه على المركب وحدهما مع أنهما الاثنان لا يجيدان السباحة على حد قوله، ولكن روشان كانت تجيد السباحة فأنا أتذكر جيدًا قولها لدكتور رامز في أحد المرات أن مدرب السباحة أشاد بتميزها في سباحة المسافات الطويلة، هناك أمر لا يُريحني”
فرد سُهيل “بعد كلامك هذا أنا أيضًا غير مرتاح والدكتور رامز صاحب فضل كبير عليَّ في مساعدتي لنيل الدكتوراه ولن أظلم ابنته أبدًا، فلتبق عندنا حتى نعرف أصل الحكاية فهي بأمان بالمنزل”
قال ساري “هذا رأي سديد”
ثم قال مُهاب “وأنا سأكثف التحريات لأرى ما يمكنني اكتشافه”
وأمضوا بقية الأمسية مع مُهاب وودعهم ساري حيث سيسافر إلى مخيم في منطقة بالصحراء لا اتصالات فيها في إجازة للاستجمام ثم انصرفوا.
أخبر سُهيل أمه بما قاله له مُهاب ووافقته على رأيه أن تظل أمل معهم وأعطاها ملابس تناسب أمل اشتراها لها، واتفقا ألا يخبراها من تكون حاليًا.
في الصباح ارتدت أمل الملابس التي أعطتها لها حورية البارحة وكانت تبدو كالأطفال وأحست بنشاط رغم تلك الكوابيس التي انتابتها أثناء نومها لكنها لم تكن تتذكر منها شيئًا، فدخلت المطبخ وهي عازمة على إعداد إفطار.
استيقظ الجميع على رائحة دخان فأخذوا في البحث عن مصدر الرائحة ليجدوا أمل بالمطبخ والمقلاة تحترق مشتعلة بها النيران، فأسرع سُهيل بوضع غطاء فوق المقلاة ونظر لأمل فوجدها تبكي بكاءً هستيريًا فاحتضنتها حورية وأخذت تهدأ من روعها
“لا تبكي يا صغيرتي فداكِ ألفُ مقلاة”
ردت أمل باكية بحرقة
“كنت أود أن أفرحكم وأعد إفطارًا شهيًا لئلا يتندر عليَّ سُهيل ويقول أنى لا أحسن عمل شيء”
قال سُهيل غاضبًا:
“وما همك بسُهيل وما يقول؟ أي ابتلاء بليت به نفسي يا الله!”
فانفجرت أمل في البكاء
فدخلت رباب
“صباح الخير، ما بكم لماذا سُهيل يتطاير الشرر من عينيه؟ ولماذا استيقظ مبكرًا هكذا؟ وما هذه الرائحة؟ ولماذا أمل تبكي؟”
قالت حورية:
“يا الله كل هذه تساؤلات بوقت الصباح، اصمتي قليلًا رباب”
فردت “حسنًا سأصمت لكن ما الذي حدث أخبروني؟”
قالت حورية وهي ما زالت تحتضن أمل
“لا شيء، أمل حاولت أن تصنع إفطارًا لنا لكيلا يتندر عليها سُهيل”
وغمزت لرباب
ثم أكملت
“لكن البيض احترق واشتعلت النار بالمقلاة واستيقظ سُهيل فزعًا من نومه”
فأومأت رباب “من أجل هذا يتطاير الشرر من عينيه لاستيقاظه مبكرًا ومفزوعًا”
ثم ضحكت واحتضنت أمل هي الأخرى
أخرجهما من ضحكهما صوت سُهيل يأتي مرتفعًا
“أريد كوبًا من القهوة، كوبًا يا رباب وليس فنجان”
جرت رباب تزيل فوضى أمل وقامت بصنع القهوة
فقالت أمل
“سأقدمها أنا له لأعتذر منه”
فأعطتها رباب الصينية.
وعندما غادرت أمل المطبخ قالت رباب لأمها:
“هل تحسين بما أحس به أيتها الحورية؟ الغريقة يبدو أنها وقعت في غرام ابنك كحيل العينين كثيف الحاجبين ناعم الشعر”
ثم ضحكت وقالت
“لكنه طويل جدًا بالنسبة لها” واستمرت في الضحك فقالت حورية رافعة يديها للسماء
“فليجعلها الله من نصيبه”
فعقبت رباب “ادعي الله ألا تكون متزوجة”
فقالت حورية “لا تخافي ليست متزوجة”
فأمسكتها رباب من كتفيها “كيف عرفتِ؟ أخبريني بسرعة هل عرفتم من هي؟”
“إنها ابنه المرحوم رامز السمنودي الطبيب الذي كان له فضل على أخيك بإنهاء رسالة الدكتوراه”
فقالت رباب “ما دمنا عرفنا أهلها فلماذا لا تذهب لهم؟!”
قالت حورية “سأخبرك ولكن انتظري، كيف لم يخبرك باهر؟”
فردت رباب وهي تضيق عينيها متوعدة لباهر
“باهر يعرف! ولم يخبرني! سينال جزاءه ذلك الباهر، ولكن انتظري لقد كنت نائمة عندما أتى البارحة، أفلت منها باهر”
ضحكت حورية
“أنقذك الله يا باهر، هلا أخبرتني كيف يتحملك؟”
“إنه يحبني، يا أماه”
أمسكتها أمها من أذنها قائلة:
“ولهذا تنغصين عليه وتحاصرينه دائمًا بأسئلتك”
وأخذتا تضحكان.
حملت أمل الصينية وعليها القهوة بمنتهى الهدوء وطرقت باب غرفة سُهيل؛ فجاء صوته من الداخل
“ما هذا الأدب يا رباب؟ ادخلي، انجدي رأسي بالقهوة”
ففتحت أمل الباب ليراها سُهيل ويقطب حاجبيه قائلًا:
“لا تقولي إنكِ من أعدها”
فردت “لا، رباب أعدتها”
فزفر قائلًا “الحمد لله هكذا ضمنت أني سأشربها”
ما أن قال جملته هذه حتى تعثرت أمل بطرف السجادة لتطير الصينية وتنقلب القهوة على ملابس سُهيل.
#نشوه_أبوالوفا
#nashwa_aboalwafa