الثقافة العامة

لماذا لا يُرفع صوت الحق إلا حين تُلام المرأة؟

بقلم الإعلامية: أمنية المنياوي

 

في عالمٍ تغلب عليه أصواتٌ كثيرة، بعضها يدّعي الغيرة على الدين، وأكثرها لا يرى من الشريعة إلا جسد المرأة، نلاحظ مفارقة مؤلمة في خطابنا المجتمعي والديني.

فالفتاوى والمنشورات والنقاشات التي تتحدث عن وجوب طاعة المرأة لزوجها في الفراش، وحرمة امتناعها، ووجوب تلبيتها له مهما كان، أصبحت حديث الساعة في كثير من المجالس، وكأن المرأة ليست إلا “واجبًا جنسيًا” مستمرًا، لا إنسانة لها جسد وروح، ظروف وعذر، تعب ونَفَس.

 

لكن السؤال الحقيقي هنا: أين تلك الأصوات حين يكون الحديث عن الزكاة؟

أين غيرتهم حين يتعلق الأمر بمساعدة الفقراء؟ أو بالدعاء للناس بالخير؟

لماذا لا نراهم يملؤون المنابر والمواقع والمجالس بالحديث عن فضل إطعام الجائع، أو ستر الفقير، أو إعانة الملهوف، بنفس الحماسة التي يتحدثون بها عن “حق الرجل الجنسي”؟

 

الدين لم يكن أبدًا سلاحًا يستخدم ضد المرأة.

الرسول ﷺ لم يكن يومًا قاسيًا مع زوجاته، بل كان رحيمًا، عطوفًا، يفهم الإنسان قبل الحكم.

لكننا اليوم نرى من يتفنن في تحميل المرأة الذنب، وتحميلها “العقاب الإلهي”، بينما يغضّ الطرف عن الظلم، والقسوة، والأنانية باسم القوامة والفتوى.

 

هذه ليست دعوة للتمرد.

بل دعوة للفهم، للرحمة، للتوازن.

فالعدل لا يتحقق حين يُحاسب طرف، ويُترك الآخر بلا مساءلة.

 

رفقًا بالمرأة… ورفقًا بالدين من هذا التحجيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى