“وشم”
بقلم
نشوة أبوالوفا
قصة “وشم”
الفصل الثاني
ما أن قاله جملته هذه حتى تعثرت أمل بطرف السجادة لتطير الصينية وتنقلب القهوة على ملابس سُهيل
الذي صاح قائلًا:
“لا، لا، هذا كثير يا ربي كيف سأتحملها؟ ألا تجيدين عمل أي شيء؟!”
وصل صياحه لوالدته ولرباب اللتان أتيتا مسرعتين
لم يكن المنظر يحتاج لتفسير، يقف سُهيل وقد كاد الدخان يتصاعد من رأسه وملابسه ملطخة بالقهوة وتقف أمل وهي تجاهد كيلا تبكي
“خير بمشيئة الله”
قالت حورية
“اهدأ سُهيل، هيا بدل ملابسك”
وخرجت معهما من الغرفة وما أن خرجتا حتى انفجرت رباب من الضحك ففتح سُهيل الباب وأمسكها من مؤخرة رأسها
“هل تضحكين عليَّ أيتها البلهاء؟”
فقالت متوسلة
“السماح يا سُهيل سأتوقف عن الضحك”
فتركها ناظرًا شذرًا لأمل وأغلق باب الغرفة بعنف قائلًا:
“بإذنك أمي”
قالت حورية لأمل
“لا تتضايقي لقد استيقظ مبكرًا لهذا هو نكد قليلًا”
فقالت أمل
“قليلًا.. لا إنه نكد جدًا”
فضحكت رباب وقالت لها
“تعالي لأعلمكِ كيف تُعدين القهوة والشاي أيضًا، وسأعلمك كل شيء سنفاجئ سُهيل”
***
ظلت أمل تتجنب سُهيل إلى أن أتقنت صنع القهوة فقامت بعمل كوب من القهوة كما يجب أن يكون وقدمته رباب لسُهيل على أنها هي من أعدته
فتذوقه سُهيل قائلًا:
“تقدم مستواكِ كثيرًا روبي هذه القهوة ممتازة”
ضحكت رباب
“ولكنني لستُ من أعدها”
فقال “طبعًا بالتأكيد أمي أعدتها”
فضحكت رباب “لا، إن أمل هي من أعدتها”
فنادي سُهيل قائلًا “أمل تعالي هنا”
فجاءت فقال لها “أحقًا أنت أعددتِ القهوة!”
هزت رأسها بنعم
فقال مبتسمًا
“إنها ممتازة، بعد ذلك أعدي أنتِ قهوتي”
تضرج وجه أمل بالحمرة وفرت من أمامه لغرفتها وهي في قمة سعادتها فهي منذ فتحت عيناها البنيتين والتقت بعينيه السوداويتين حين أنقذها من الغرق وهي تحس بشيء يربطها به بانجذاب غير عادي، مع أنه يخيفها حينما يغضب وتحس أمام طوله بأنه كالعملاق الأخضر لكنها تود أن ترضيه بأي شيء حتى لو كان بسيطًا وصممت أن تتعلم عمل كل شيء، فهي تحس سُهيل كالمغناطيس يجذبها اليه.
كان سُهيل وباهر يذهبان للعمل في المركز الطبي بالمنطقة ويعودان الساعة الثانية، يتناولون الطعام جميعًا ثم يصعد باهر ورباب شقتهم ويدخل سُهيل لينام وفور استيقاظه تعد له أمل قهوته التي لم يعد يشربها إلا من يديها.
بعد أسبوعين هاتف مُهاب سُهيل مخبرًا إياه أنه لم يجد دليل ملموس يدين نائل ابن عم روشان ويجب أن تظهر روشان لأنه يسعى للسيطرة على ممتلكاتها فهو الوريث بعدها فكل شيء مكتوب باسمها.
نادى سُهيل على أمل فجاءت وجاءت والدته ورباب أيضًا
قال:
“اجلسي يا روشان” فنظرت له مستغربة
فأردف
“نعم إن اسمك روشان رامز السمنودي، ويجب أن تعودي، لأن ابن عمك نائل”
ما أن سمعت روشان اسم نائل حتى أصابها صداع فظيع وصرخت ممسكة برأسها وسقطت على الأرض تتألم،
أسرع سُهيل لها، ما أن أمسك يديها حتى توقف الألم
فقال بهدوء “نائل” فعاودها الألم
فنظر لباهر قائلًا:
“هذا المأفون له يد في غرق روشان، لا احتاج دليل، أنا متأكد”
وأعطاها مسكنًا “يجب أن ترتاحي الآن روشان”
دخلت معها رباب وحورية إلى أن غفت ثم تركتا الغرفة قائلتين “لقد نامت”
فقال سُهيل “هيا بنا يا باهر”
وقال لأمه ورباب “تعاليا معنا”
دخل الغرفة على روشان ورش مخدر موضعي على يدها ثم حقنها بعقار محفز للذاكرة، وأخذ هو وباهر في ترديد اسم نائل بالقرب من أذنها، بدأت تتململ ثم بدأت في قول جمل غير مفهومة وبدأ صوتها يعلو
“أيها القاتل لن أدعك تنجو بفعلتك”
وصرخت واستيقظت من النوم غارقه في عرقها وتصارع بيديها وقدميا كأنها في الماء.
ضمتها حورية في حضنها وربتت عليها فنظرت لسُهيل قائلة:
“تذكرت ما حدث سُهيل وأخذت تبكي”
“اهدئي أولًا وتمالكي أعصابكِ قبل أن تتكلمي”
قالها سُهيل
فردت “كيف أهدأ، يجب أن يسجن كوالده!”
“احكي لي كل شيء” قال سُهيل
“سأقص عليك كل شيء من البداية سُهيل”
ثم تنهدت تنهيدة طويلة وقالت:
“أريد سيجارًا أولًا”
فتحت رباب فمها استغرابًا وضربت حورية على صدرها استنكارًا “سيجار يا روشان منذ متى؟!”
أما باهر فابتسم ابتسامة صفراء
وسُهيل أرغى وأزبد قائلًا:
“سيجاره يا روشان! أنتِ هنا منذ اسبوع لم تقربي السجائر”
قالت بعناد “أريد سيجارة الآن وإلا نزلت بنفسي لشرائها”
صمت قليلًا ثم أخرج من علبة سجائره سيجارة أعطاها لها فقالت “هل سأشعلها بالهواء يا سيد سُهيل؟”
فنظر لها وهو يود أن يخنقها، ثم أشعل لها السيجارة وهو ينظر في عينيها البنيتين كلون معشوقته القهوة، سحبت روشان نفسًا عميقًا من السيجارة وزفرته بحدة وهي تسعل ثم بدأت الكلام
“عمي زهران كان مستهترًا في كل مراحل حياته ولم يكن يُعتمد عليه على الاطلاق فما كان من جدي السمنودي إلا أن سجل أملاكه باسم والدي؛ ليحافظ على أمواله، واشترط على عمي أن ينتبه لأعماله ويتوقف عن إسراف الأموال وتبذيرها يمنة ويسرة، وألا يبذر ما تعب فيه جدي على الساقطات اللوات كان يصاحبهن، أو على موائد القمار التي كان يرتادها، فامتثل عمي لكلامه، واتفق مع والدي على إنشاء شركة للمقاولات فهذا هو مجاله الذي يبرع فيه، فأنشأ والدي له الشركة وسجلها باسمه، لكنه أبدًا لم يكن ليعطيه المال إلا بحساب، ويعرف إلى أين سيذهب المال؟ وبأي مشروع؟ وما درجه تقدم المشاريع؟ لكن عمي لم يكن يهمه إتقان تنفيذ المشروع بقدر ما كان يهمه أن يسحب من والدي نقودًا يضع منها القليل في المشروع ويضع الباقي بجيبه، بالطبع كان هذا على حساب متانة الأساسات، بعد فترة انهار أحد المشروعات على العمال أثناء التنفيذ،
صعق والدي وعندما انكشف له تلاعب عمي بالمواد الأولية وغشه فيها لم يرحمه أبدًا، وقام بالإبلاغ عنه، وأحضر من كان لهم صلة بالموضوع، وثبتت التهمة على عمي ودخل السجن وحكم عليه بالمؤبد فلقد توفي الكثيرون نتيجة سقوط المبنى، تعهد والدي برعاية نائل ابن عمي وعهد إليه بإدارة شركة والده، نائل كان على مستوى المسؤولية ونال رضى والدي، لكن ما لم نكن نعرفه هو أن نائل تعاهد مع والده على الانتقام من أبي ومني، لتؤول له كل الثروة، وتوفي عمي في السجن فلم يكن ليتحمل تقييد حريته.
بعد فترة توفي أبي ولم يكن هناك من شبهة في وفاته، وبعد عدة أسابيع عرض عليَّ نائل أن أصعد معه على ظهر اليخت ليخرجني من حزني، كنتُ مترددة كثيرًا لإحساس داخلي لدي بالخطر، لكنه أخبرني ألا أخاف وأنه جهز سترات نجاة لي وله، فهو لا يتقن السباحة، لكن ما لم يكن يعرفه نائل أني تعلمت السباحة في الفترة التي كان فيها مسافرًا لعقد بضعة صفقات في روسيا ولم تكن هناك مناسبة لأخبره، وساعتها لم أحب أن أقول له أنى أجيد السباحة وهو لا، فأذعنت له وارتديت سترة النجاة وصعدنا على اليخت، وقام هو بالقيادة، وبعد فتره قال لي أنه لاحظ عيبًا في سترة نجاتي وطلب مني خلعها وألا أخاف، ثم ألقاها في الماء، وأخبرني ذلك المأفون أنه دس لوالدي سمًا يوقف قلبه ولا أثر له في التشريح أحضره من روسيا خصيصًا له، وأنه سيغرقني ويتخلص مني إبرارًا لقسمه لوالده وانتقامًا منا،
وضربني على رأسي وألقاني في الماء وبما أنه كان واثقًا أني لا أجيد السباحة فلم يكلف خاطره بالنظر وراءه وأخذ اليخت وانصرف، أما أنا فظللت أسبح كثيرًا إلى أن بلغ مني التعب مبلغة وكدت أغرق وأنقذتموني أنتم”
قالت حورية محتضنة إياها
“يا الله يا ابنتي لقد كتب لك الله النجاة”
قال باهر “لكن يجب ألا يعرف ذلك الوغد أنك تتذكرين شيئًا يجب أن نخبره أنكِ فاقده للذاكرة لئلا يتخذ احتياطه ويقع في شر أعماله ونأخذ منه اعترافًا بما فعله”
فصفق سُهيل قائلًا:
“إنها حقًا المرة الأولى التي تثبت لي فيها أنك لست أخرق”
وانخرطوا في الضحك وهاتفوا مُهاب الذي أخبرهم أنه سيأتي بالمساء ويكمل الحديث معهم
بعد إغلاقهم مع مُهاب قال سُهيل لرباب
“أريد قهوتي يا رباب”
فنظرت له روشان بعتاب قائلة:
“ألم تعد قهوتي تعجبك بعد أن أصبحت روشان؟!”
فقال بجدية:
“لا أعتقد أن الآنسة روشان ستوافق أن تعد القهوة لسُهيل الطبيب البسيط”
فترقرق الدمع في عينيها
“الطبيب البسيط هو من أنقذ الآنسة روشان كما تقول وجميلك يطوق رقبتي ولن أنساه أبدًا”
ونظرت للكل
“ولن انساكم أيضًا أنا أحسست معكم هنا أنكم عائلتي” وقامت لتعد القهوة
في المساء جاء مُهاب وحكت له روشان بالتفصيل ما حكته لسُهيل، قال مُهاب:
“يلزمنا خطة جيدة لكشفه ويجب أن تكوني هناك معه في الفيلا لكن لا يجب أن تكوني معه وحدك، لدي خطة؛ ستذهبين له قائلة إنك شاهدت صورتك في أحد المجلات وأنت يا سُهيل ستخبره أنك زوجها وأنك وقعت في غرامها عندما أنقذتها وتزوجتما بعد فترة من إقامتها لديك فبطاقتها كانت معها وعرفت منها اسمها لكن لم تكن تعرف أنها روشان ابنه الدكتور رامز بنفسه، وبالتأكيد سيفاجأ نائل وستكون له سقطة تمكننا من الإمساك به متلبسًا، ستأتين في الصباح معي للنائب العام وتقصين على مسامعه كل شيء وسنخبره بخطتي وسنتحصل على إذن مراقبة لنائل، ونزرع ميكروفونات في مكتب الفيلا ومكتب الشركة ونراقب هاتفه وسنرى ما سيحدث”
***
توجهت في الصباح برفقه سُهيل للنائب العام وقابلهم مُهاب ووافق النائب العام على خطتهم وأعطاهم ما يحتاجون من أذون وتصاريح مراقبة.
في المساء ودعت روشان حورية ورباب وهي تبكي
ذهبت بصحبه سُهيل إلى الفيلا، ما أن رآهم البواب مصيلحي حتى تهللت أساريره
“لا إله إلا الله سيدة المنزل عادت، سيدة المنزل عادت” بأعلى صوته
وقبل رأس روشان
“فليحفظك الله يا ابنتي من الشر القابع في المنزل”
رنت الجرس ففتحت ماريا الخادمة الباب واحتضنتها بقوة
“مرحبًا بعودتك سالمة ابنتي لم أصدق أبدًا ما قاله سيد نائل”
وذهبت ماريا لتُعلم نائل بمقدم روشان كان بصحبته إحدى الساقطات التي اعتاد اصطحابهن منذ اختفاء روشان، انتفض نائل ما أن سمع بمقدم روشان
“كيف ذلك لقد ……”
ثم استجمع غضبه وقهرته وصمت وهو لا يدري ماذا ستفعل به روشان؟ كان يتوقع أن الشرطة قادمة معها للقبض عليه فبالتأكيد أخبرتهم كل شيء ثم قال لنفسه (لا اثبات لديها فلتركب أعلى ما في خيلها)
نزل وبصحبته الساقطة التي انصرفت سريعًا من أمام روشان وسُهيل
قالت روشان وهي تنظر شذرًا للساقطة
“من هذه؟”
فأجاب بهدوء وهو لا يعرف ماذا يتوقع فلم يكن هناك من شرطة معها
“لا تُلقي لها بالًا، لقد انصرفت، مرحبًا بابنه عمي عودًا حميدًا”
ثم لفت نظره سُهيل “من هذا الرجل؟”
أجابته “إنه زوجي”
ففتح عينيه على اتساعهما اندهاشًا
“زوجك متى تزوجته؟”
انبرى سُهيل للرد “سأخبرك كل شيء سيد نائل، لقد أنقذت روشان من الغرق لكنها لم تكن تتذكر أي شيء، عرفت اسمها من بطاقتها ولقد وقعت في غرامها منذ رأيتها، وتزوجنا، إلى أن وقعت في يدها مجلة بها صورتها وصورتك وصوره المرحوم والدها فعرفتُ من هي وها قد أتينا”
قال بفرحة لم تفلح محاولاته لإخفائها
“إذن أنتِ فاقدة للذاكرة”
فردت “نعم يا ابن عمي”
فقال “حسنًا لما لا تصعدين مع زوجك للراحة؟”
ودلها على غرفتها.
لم يضع الكثير من الوقت هاتف صديقه مارسيل الروسي قائلًا:
“الفتاة عادت ولم تمت”
فرد مارسيل “كيف ذلك؟!”
“الضربة لم تكن قوية كفاية لقتلها”
“وماذا ستفعل الان؟”
“يجب أن نتخلص منها، إنها فاقده للذاكرة، إن استعادت ذاكرتها ستوصلني لحبل المشنقة، إنها تعرف أني قتلت والدها بالسم الذي أحضرته من روسيا”
وصمت قليلًا يفكر ثم قال
“اسمع سأضعه لها وننهي هذه المسألة”
اعترض مارسيل “ليس الآن انتظر فترة”
“لا لن انتظر، الآن، سأصنع لهم إكسبريسو كما تحبه روشان وأضعه لها وفي الصباح نكون قد انتهينا”
قال له مارسيل “لا تتسرع”
فرد “لا لن انتظر، إن استعادت ذاكرتها لأي سبب ستكون نهايتي كوالدي”
بالطبع كان مُهاب يستمع للمكالمة واستعدوا ما أن قدم لهم الاكسبريسو حتى قالت روشان
“أشكرك نائل هل صنعته ماريا؟”
فقال “لا، أنا صنعته بنفسي ترحيبًا بكِ”
هنا دخل مُهاب والقوة معه وقبضوا على نائل
الذي إنهار ما أن علم أنه تم التسجيل له وثبوت التهمة عليه وأخذ في الصراخ قائلًا
“لن أدعك يا روشان، صدقيني سأنتقم منكِ”
***
عاد سُهيل لمنزله وظلت روشان في فيلتها، أحست بوحدة شديدة، فهذه أول ليلة تقضيها وحيدة بدون أن تتسامر مع حورية ورباب، بدون مشاكسات سُهيل، بدون مزاح باهر، لقد كانوا لها عائلة لم تعرفها يومًا فقد رباها والدها وحده بعد وفاة والدتها، لم تكن على استقامة كاملة كان لها أصدقاء سوء وتخرج وتسهر وتدخن، ضحكت عندما تذكرت وجه سُهيل عندما طلبت منه السيجارة، وضحكت عندما تذكرت كيف كتم غيظه وأعطاها لها، ظلت ليلتها تتذكر مواقفها معهم، لا تدري لماذا قفز وجه ساري أمامها مع أنها لم تره كثيرًا، لم تنم جيدًا، أخذت تفكر في وسيلة تظل بها مع سُهيل وأهله واختمرت في ذهنها فكرة شيطانية وتسلحت بحبها لهم وفي الصباح المبكر ذهبت لهم.
لم يكن سُهيل قد ذهب للعمل بعد رنت الجرس ففتح لها وهو يفرك عينيه، بدا من مظهره أنه استيقظ للتو فانكمشت أمام الباب فهو حين استيقاظه يكون كالوحش.
رآها أمامه وكان غير مصدق ظل ينظر لها قليلًا ليتأكد ثم بكل قلة ذوق قال:
“ما الذي أتى بك في هذا الصباح؟ هل حدثت مصيبة؟”
فتصنعت الإغماء فحملها وأدخلها لداخل المنزل كانت حورية قد استيقظت لترى من الذي جاءهم في هذا الصباح فوجدت سُهيل يحمل روشان فقالت
“ما هذا؟! أهذه روشان؟ ما الذي حدث لها؟”
وجرت لتحضر عطرًا لتجعلها تفيق
وضع سُهيل روشان على الأريكة قائلًا بصوت هادئ
“أنا طبيب ولست بائع لبن، أفيقي أنا أعرف أنك تتصنعين الإغماء”
ففتحت عينيها
“أريد أن أعيش معكم”
فقال بكل صلافة “ونحن لا نريدك، طريقه عيشنا لا تناسبك، ثم بأي صفة ستقيمين معنا؟”
“إذن تحمل القادم سُهيل أنت لا تعرف مع من تتعامل”
قالت بنبرة صوت عالية قاصدة لفت نظر حورية لتأتي مسرعة:
“لم أكن أتوقع منك هذا بعد أن سلمتك نفسي”
جاءت حورية وسمعت الكلمة فسقطت منها زجاجه العطر وانكسرت
“ماذا قلتِ يا روشان يا ابنتي ما الذي سمعته؟!”
قال سُهيل “لن تنطلي هذه الخدعة على أمي العبي غيرها”
فقالت روشان وهي تتصنع البكاء
“خدعه! لقد سلمتك نفسي تلك الليلة، أقسمت أنك أحببتني وأنني زوجتك أمام الله والآن تريد أن تتركني، ألانني وحيده لا ظهر لي؟”
فعقد ذراعيه أمام صدره وقال
“أنتِ مجنونه لكن لم أتوقع أنك تصلي لهذا الحد! أعلى ما في خيلك اركبيه اشتكيني وسأطلب الكشف عليك”
هوت صفعة على خد سُهيل مصدرها كف أمه
“أيها الحقير أهكذا ربيتك؟”
وضع سُهيل يده مكان الصفعة غير مصدق لما فعلته أمه “أمي أتصدقين هذه الكاذبة؟! هيا لنذهب للطبيبة تكشف عليها لتثبت لكِ أنها عذراء”
كانت رباب وباهر قد نزلا على صوتهما المرتفع
فقالت حورية
“أيها الوضيع وتريد تعريضها للمهانة والكشف عليها أيضًا، لقد ضاعت سنوات تربيتي لك هباء”
قالت روشان بمنتهى الثقة:
“تريد الكشف عليَّ يا سُهيل حسنًا افعلها أنا موافقة وستؤكد الطبيبة أنني لست بعذراء، لا تنكر فعلتك”
فتدخل باهر قائلًا:
“لا يصح يا سُهيل ليست هذه أخلاقك ثم كيف وقعت في غرام هذه الصغيرة؟ ومتى حدث بينكما ما حدث؟”
كان الغضب متملكًا من سُهيل وصاح في باهر
“اصمت وإلا ….. ”
فتراجع باهر فهو يعرف سُهيل ما أن تثور ثائرته لا يرى صرخت حورية
” قسمًا بالله يا سُهيل إن لم تعقد عليها اليوم فلست ابني ولستُ أمك وسأطردك من المنزل وستبقى هي به وسأعلن أمام الجميع أنها زوجتك ماذا ستختار؟ تعقد عليها أم تترك المنزل”
#nashwa_aboalwafa
#نشوة_أبوالوفا