الادب والقصه

أمل الفصل الرابع

بقلم /نشوة ابو الوفا

الفصل الرابع
عند الظهيره رن محمول هشام لم ترد أمل بالطبع، استيقظ هشام
فنظرت له أمل
” ده رقم بابا، رد بسرعه، تلاقيها ماما حبيبتي”
رد هشام
وبعد السلامات أعطى الهاتف لأمل التي طمئنت أمها عليها وأن كل شيء بخير وأنها أصبحت مدام البشمهندس هشام؛ فأطلقت أمها الزغاريد، وطالبتها ألا تنساها وتحدثها دائمًا.
وبعد أن أغلقت الخط
نظر لها هشام “لما إنتي شفتي الرقم وعارفه إنها الحاجه، سيبتيها ترن كتير ليه و ما ردتيش وإلا كنتي عاوزه تصحيني يا أروبه”
نظرت له ضاحكة مندهشة “يا صباح الفل، إنت عاوزني أرد على تليفون محمول، ده كبيره من الكبائر”
انفجر من الضحك “كبيره من الكبائر ده عند عبد الجبار، هنا تليفوني بتاعك تردي براحتك عليه وتتكلمي من عليه عادي جدًا ، أصلا أنا هاشتري ليكي النهارده تليفون وخط يا قطتي”
احتضنته قائلة “أحلى جوز ده و إلا إيه يا ربي!”
وقبلته في وجنته “هتصحي يا اتش وإلا هتكمل نوم”
ابتسم “هو بعد البوسه والحضن واتش دي ينفع أنام هاصحي طبعًا عشان أفسح قطتي”
كانت في غاية السعادة والسرور صعدت على غيوم الفرح ولمست سبل الراحة بعد العناء.
سافرت مع هشام، حياة مثاليه خالية من كل ما يعكرها تعيش مع هشام كالأخوة ويمارسان حياتهما بحب، هو يتفوق في عمله وهي تنال أعلى
الدرجات، يتقاسمان الأعباء المعيشية، كان لها نعم الرفيق.
مرت الأعوام…
في أجازتهما كانا ينزلان لمصر ويصلان والدتها التي كانت تذبل كل يوم ولم تعد تقو على مجابهة جبروت عبد الجبار وقسوته واقترب موعد تخرج أمل وحصولها على شهادتها في الهندسة.
في يوم ما…
في غياهب الليل وتحت ضوء قمر مكتمل ونجوم مضيئة في صفحة سماء تزينت وكأنها تتحضر لعرس مهيب في شرفة شقتها المتعانقة مع الهدوء التام في ذلك الحي البعيد عن العمران الغارق في الصمت التي تطل على فراغ شاسع جلست أمل تحتسي فنجانها الثالث هذه الليلة من معشوقتها السمراء ببنها المحوج الفاتح وخلوها من السكر فيكفيها حلاوة مذاقها في فمها، فحليمات لسانها تترجم البن لنغمات حالمة تصل لعقلها مباشره فتعانقها و ترقص معها كأروع رقصه فالص أثناء تناولها قهوتها تبدأ تلك الأصوات العجيبة بالتسلل رويدًا رويدًا من بين طيات عقلها حتى تصل لذروتها بدقات الساعة الواحدة ليلًا، قامت من مجلسها مستجيبة لنداء قد جال صداه في رأسها تزامنًا مع دقات تلك الساعة القابعة كتنين رابض في الصالة ويصل صدى رناتها إلى كامل الشقة متجهة للمطبخ بخطوات ثابته، واثقة الخطى تمشي كالملكة، دخلت للمطبخ، واستلت سكينًا خاصة بتقطيع اللحم تعرفها جيدًا، وتعلم مدى حدتها، إنتزعتها من بين براثن درجها القابعة فيه مقلقة إياها من سكونها، معانقة مقبضها الفضي، وسارت بثبات متجهة
لغرفة النوم، وقفت أمام باب الغرفة، تنظر لذلك الممدد في سلام ببجامته
السوداء، ويديه إحداها تعانق صدره والأخرى ممدة بجواره، تقدمت ناحيته
فظهرت ومضه في عقلها، تحاول اثنائها عما تأمرها به تلك الهمسات التي استحالت لدقات حرب قبلية

“إنه لا يستحق ما أنت مقدمة عليه، إنه زوجك، سكنك، حلالك”
انبرت خلية عصبيه ضربت تلك الومضة فجعلتها هباءً منثورًا، بينما ظهرت ومضة أخرى خارجه من بين عدة خلايا عصبية تهادت في دروب عقلها وناقلاتها العصبية متراقصة أمامها حتى تستجيب لها
“لم تنهين عذابك معه بالسكين؟ دعي عنك تلك الفضية الحادة، ستخلف الكثير من الدماء ، وربما لطخنا الدم”
انصاعت لتلك الومضة، معلنة التسليم لها، وعادت للمطبخ معيدة الفضية إلى درجها، وعادت لغرفة النوم وقفت بجواره، تململ في نومه ليراها واقفة، نظر لها، فابتسم ثغرها اقتربت منه، صعدت فوقه، أمسكت ذراعه التي كانت تعانق صدره ومددتها بجواره، واعتلته حاجزة ذراعيه بركبتيها، ومالت عليه ومدت يديها إلى تلك الوسادة المجاورة لوسادته، ووضعتها علي وجهه وضغطت بكل قوتها فزع! وبدأ يحاول الخلاص، لكن كيف الخلاص؟ ويداه محجوزتان بين جسده وركبتيها، وجسده لا يطاوعه، أين قوته؟
أما هي فلقد أحست بنشوة شديدة، وكأنها ملكة متوجة على عرش الكون، ممسكة الوسادة، لم يستغرق الأمر طويلًا حتى سكن هشام وسلمت روحه لبارئها استمرت بالضغط بالوسادة قليلا بعد لتتأكد من موته، رفعت الوسادة عنه لتجده والدتها، بينما يقف عبد الجبار مبتسمًا في ركن الغرفة.
استيقظت فزعة من نومها تستغفر الله وتتفل عن يسارها وتستعيذ بالله من ذلك الكابوس الفظيع.
هدأها هشام فلقد هرع لها من غرفته عند سماعه لصراخها
“كابوس يا هشام كابوس وحش قوي”
ناولها كوبًا من الماء
“خلاص إهدي يا أمل إهدي”
“قلبي مش مطمن يا هشام حاسه فيه حاجه وحشه هتحصل”
وعند أمها دخل عبد الجبار الغرفة فوجدها نائمة فايقظها
” قومي اصحي”
“إيه فيه إيه؟”
وكزها “ده رد! قومي عاوزك”
“خير يا حاج، حصل إيه؟”
“ما حصلش حاجه قومي إلبسي القميص الأحمر”
نظرت له مستعطفه “أنا تعبانه يا حاج والله، ربنا يكرمك صدقني مش قادره”
نظر لها غير مصدق “بتقولي إيه تعبانه؟! وأنا مالي، تقوليلي تعبانه إزاي، إن شا الله تموتي إنتي تعملي اللي أنا عاوزه وبس”
تمسكت بجلبابه “يا حاج ده أنا عمري ما قلت لك لا أبدًا، والله تعبانه”
أبعدها عنه بعنف وهو يخلع جلبابه ” لا ده إنتي عاوزه تتربي وتتأدبي”
و كان ما كان……
بكل العنف والقوة ولكن أم هاشم لم تتحمل هذه المرة لقد لفظت أنفاسها بين يديه بعد أن أنهى إشباع غريزته لم يلتفت لها كالعادة وغط في نومه.
عند الساعة الخامسة فتح عينيه ونظر للساعة المعلقة على الحائط، فوجدها الخامسة ووجد أم هاشم ما زالت نائمة، وكزها بعنف “اصحي يا وليه، ينفع كده ضيعتي عليَّ الصلاة”
ووكزها مرة أخرى لم يجد إجابه واكتشف أنها سلمت روحها لبارئها
امتعض قائلًا “على الصبح يا ربي ده الواحد لسه ما شقش رِيقه”
وأجرى اتصالاته وجهز اللازم لدفنها وهاتف هشام ليخبره.

كان آخر يوم من اختبارات أمل، أخيرًا انزاح القلق ، وستبدأ بانتظار نتيجة تعبها عادت للمنزل مسرورة وجهزت الطعام، فلقد اقترب موعد وصول هشام، دخل المنزل وجمًا والحزن بادٍ على ملامحه
هرعت له “إيه مالك يا هشام؟”
صمت قليلًا “الحاج عبد الجبار تعيشي إنتِ”
صدمتها الكلمة، هل حقًا توفي؟ هل حقًا انتهى عهد القسوة والجبروت؟
هل سترتاح أمها أخيرًا؟ لم تنزل الدموع من عينيها
“أنا هاكلم ماما اطمن عليها”
أمسك يدها قبل أن تصل للهاتف “ما فيش وقت أنا حجزت خلاص الطياره كمان ساعتين يادوبك نلحق نجهز حاجتنا ونروح المطار”
أعدت ما تحتاجه
وهي تعد الحقيبة قالت لهشام “هشام مش هينفع ماما تقعد لوحدها، أنا هاستني في مصر وإنت ترجع تخلص باقي الورق، وتجيلنا وهي هتعيش معانا ممكن؟”
رد بحزن ” حاضر طبعًا إن شاء الله”
أنهت تجهيز الحقيبة وخرجت أمسكها من يديها “إيه ما فيش حتى دمعتين؟!”
نظرت له طويلًا “صدقني أنا زعلانه، مهما كان هو كان في حياتي على طول، بس تواجد بس يا هشام ، مش فاكره له حاجه كويسه، مش فاكره أنه حضني مره، وإلا طبطب عليا مره، وإلا قالي مره كلمة تشجيع، كل حياتي كانت لا، وممنوع وما يصحش، تصدق بالله العمده كان أحن عليا منه ولو بعد الشر العمده اللي مات كنت انهرت، والله من ساعة ما إنت قلت لي الخبر وأنا باحاول يا هشام، باحاول افتكر حاجه حلوه ليه عشان أبكي عليه مش لاقيه، ده من يوم ما اتجوزنا ما رفعش سماعة التليفون بالغلط حتى يقولي عامله إيه؟ و أنا ما جبتش سيرة ماما واللي كان بيعمله فيها والا بيعاملها ازاي، بأمانه ماما ارتاحت والحمد لله من عمايله”
نظر لها بحزن “من ناحية ارتاحت فهي ارتاحت”
وصلا البلد بعد إنتهاء مراسم الدفن والصيوان
رن هشام الجرس لتفاجأ أمل بعبد الجبار أمامها ارتدت فزعة للخلف
“بسم الله الرحمن الرحيم”
فقال بسخرية ” ايه شفتي عفريت؟!”
أحست أن مخها يتوقف عن العمل ثم بدأت تربط بين حزن هشام الواضح جدًا طوال الطريق وبين وقوف عبد الجبار أمامها و أطلقت الصرخة
صرخة شقت عباب الليل وأيقظت من كان قد نام من الجيران
” ماما”
ثم سقطت بين ذراعي هشام، نظر لها عبد الجبار في غير اهتمام
” ادخلوا بلاش فرجه الناس علينا”
حملها هشام للداخل وعند استيقاظها أمسكت بيده
“هشام قولي إن ده مش صح، إكدب عليا و قولي ماما كويسه، ماتت يا هشام! ماما ماتت! يا رب يا رب، آه يا قلبي آه يا كسرتي، يا ظهري اللي اتقطم، يا سندي اللي راح، هي يا هشام، هي السند ليا وهي كل حاجه”
والدموع تنهمر من عينيها انهمارًا وتمسك رأسها ألما
” دماغي يا هشام حاسه إنه هينفجر مش قادره أتحمل، وديني ليها يا هشام، ربنا يخليك وديني”
احتضنها “الدنيا ليل يا أمل ما ينفعش، كلها شويه والنهار يطلع ونروح”
قامت وتوضأت وجلست تقرأ القرآن وتبكي إلى أن مر الوقت وأسندها هشام وذهبا للمقابر، ما أن رأت المقبرة حتى انهارت ولم تتمالك نفسها
“يا ماما، سبتيني ليه يا ماما؟ يا رب مش معترضه يا رب ، بس مش قادره، قلبي مش متحمل، الصبر يا رب، صبرني يا رب”
احتضنها هشام وبعد فترة طويلة صحبها للمنزل بدخولها المنزل ألقى عبد الجبار في وجهها قنبلته
“لمي حاجه أمك قبل ما تمشي يا تاخديها معاكي يا تحطيها في المخزن، عشان أنا هاتجوز”
لم تصدق ما سمعت نظرت له فاتحه فاهها ببلاهة ثم قالت
“سمعني تاني كده قلت إيه؟”
جلس على الأريكة ببرود “قلت لمي حاجه أمك عشان هاتجوز”
“دي لسه دمها ما بردش”
“وأنا مالي! أنا راجل وليا طلباتي، وعاوز اللي ياخد باله مني، وما لكيش دعوه بالذهب ده أنا شاريه بفلوسي، وأنا لسه عايش ما متش”
نظرت له و قالت بغل “إنت ازاي كده؟ إنت لا يمكن تكون أب”
نظر لها ولهشام “خلاص هي ماتت وخلصنا وعاوزه تعرفي آه أنا مش أبوكِ”
نظرت له في غير تصديق، ثم نظرت لهشام، فهز رأسه بنعم
واقترب منها واحتضنها ” أيوه يا أمل عبد الجبار مش أبوكِ، وماما الحاجه أكدت ده ليا لما عبد الجبار قالي الكلام ده”
“يعني إيه؟! أومال أنا بنت مين؟!”
ثم وضعت يديها على فمها لحظه، وقالت
” يا نهار أسود، أنا بنت حرام” ولطمت خديها
ثم قالت “لا لا يمكن! أمي ما تعملهاش لا يمكن!”
هدأها هشام بينما عبد الجبار على جلسته لم يتحرك
“لا، لا، اسمعي بس ماما الحاجه كانت متجوزه وحامل في الشهور الأخيره ووالدك مات في حادثه، أهله لما عرفوا إنها حامل في بنت طردوها، وما كانش ليها حد اشتغلت في البيوت ولما عبد الجبار شافها وكان في البلد الكلام طلع عليه إنه ما بيخلفش بعد جوازتين اتجوزهم اتفق معاها يرحمها من خدمة البيوت ويتجوزها بشرط يكتب المولود باسمه عشان يسد ألسنه الناس، وهي وافقت”
نظرت لعبد الجبار بغل “عشان كده طول عمرك كارهني، روح ربنا ينتقم منك”
ولملمت متعلقات والدتها وغادرت لأمريكا وقطعت صلتها به تمامًا.
كانت أخبار عبد الجبار تصل لأمل من البلد، لقد تزوج بفتاة صغيرة وبعد فتره جاءت الأخبار المفجعة لقد قتل زوجته بعد علمه بنبأ حملها
واكتشف الطب الشرعي بالطبع أن الجنين الذي كانت الزوجة تحمله ليس من صلبه و انكشف ما كان يخبئه عبد الجبار من عدم قدرته على الانجاب، لقد قتل زوجته بعد علمه بحملها، وتأكده من خيانتها قتلها هي وعشيقها سويًا، لم يتحمل عبد الجبار كسرته أمام الناس وألقى بنفسه من سراي النيابة أثناء التحقيق معه ومات وانتهي عبد الجبار بظلمه و أيامه وذكرياته الأليمة.
مرت فترة…
صلاح تم ابتعاثه في تبادل خبرات خاص بالشركة لواشنطن، لتكون مشيئة الله بأن يقتل هشام في أحد عمليات القتل العشوائية بأمريكا، فكان بجوار أمل يشد أزرها، فقد هو أخيه الوحيد، وفقدت هي كل عالمها، كانت أمل منهارة حرفيًا، محطمة بالكلية كقطع فسيفساء متناثرة لا تجد من يجمعها، كانت قد بدأت عملها في الشركة برفقة هشام وكان مسؤولي الشركة مبهورين بذكائها وأفكارها، هشام ربما كان زوجها على الورق، لكنه كان لها الأب، الأخ والصديق، صوته وضحكاته ومزاحه معها يملآن أرجاء الشقة، سافر صلاح وأمل لمسقط رأسهم بالصعيد، حيث مقابرهم لدفن هشام، وهناك مكثا حتى الأربعين مع عائلة هشام وصلاح، تجسدت كانت راحة الجميع مع أمل و اندمجت معهم كأنما تربت بينهم.
فاتح العم الكبير صلاح في أمر زواجه من أمل، كاد صلاح أن يستشيط غضبًا لكن العم سيد هدأه
“يا بني اعجلها إكده، البنيه لساتها صغار، ومليحه، وعلام ومركز عالي، تفتكر هتفضل لحد ميته من غير جواز، وإنت بنفسك حكيت لي إن أمها ماتت وأبوها مات، يعني يتيمه، يرضيك حد لا نعرف أصله ولا فصله يضحك عليها ويتجوزها، و البنيه عشريه كأنها متربيه وسطينا، يبجي نسيبوها للغريب ليه؟ يا صلاح يا ولدي إنت من بعد مرتك وبتك وإنت بطولك، ليه بجي ما نلمش الشامي على المغربي، وجايز ربنا يرزجها منيك بحته عيل، اللي هشام جاله لي إن العيب كان منيه، عشان إكده ما خلفوش، فكر زين يا ولدي، أنا ما أغصبش عليك، بس جلت لك اللي في خاطري،
وعجلك في رآسك تعرف خلاصك”
ترك صلاح عمه وكلماته تدور في رأسه كثور يدور في ساقية لا يمل و لا يكل، وجدت الكلمات في عقل صلاح ملجأ و ترك صداها في قلبه مكانًا.
وبعد أن صلى صلاة استخاره، أنار الله قلبه وعقله معًا و استقر على مفاتحة أمل في الموضوع بعد إنتهاء عدتها، وأسر لعمه برضاه ورغبته.
طلب عمه من سيدات العائلة التمهيد لأمل بشتى الطرق بالتلميح حينًا والتصريح المستتر حينًا أخرى، خاصة أنهن طلبن منها أن تظل في بيت العائلة معهن وأخذت أمل أجازة طويلة من عملها، مع أن هذا كان صعبًا لكن مهاراتها وامتيازاتها هناك أهلتها لذلك فلم تكن الشركة تريد خسارتها بعد خسارة هشام، فأمل وهشام كانا عقلية هندسية فذه، ولأن الطرق على المسمار يدخله في الحائط أو كما يقولون “الزن على الودان أمر من السحر”
وافقت أمل
بعد انتهاء عدتها عقد عليها صلاح في حفل عائلي بسيط، وسافرا سويًا للإسكندرية ليكونا وحدهما في شهر العسل، وكان هذا طلب صلاح،
بعد وصولهما الشقة، جلسا سويًا في الصالة ونظر لها صلاح
“أنا عارف إن جوازنا جه بسرعه، بس براحتك خالص يعني نتم الجواز براحتنا”
ابتسمت “ماشي حتى نكون اتعودنا على العيشه سوا”
مر يومان بالتمام والكمال وأمل لا تألو جهدًا في التودد لصلاح كما نبهتها العمة الكبيرة سهير
“يا أمل يا بتي، صلاح شاف كتير، ووحداني من يوم مرته وبته، وإنتي يتيمه، حاجي عليه، وخليه يجرب لك بجلبه يا بتي، ما يريش منك غير الزين، تعوضيه عن وحدته، ويعوضك عن هشام، وآنى عمتهم الاتنين، وخابره ده وخابره ده، وباجولك يا سعدك يا هناك بصلاح، فكري زين، واعملي عيله تكون عزوتك”
وكذلك صلاح
إلى أن تم المراد بأمر رب العباد وتم الزواج و كانت الصدمة والدهشة من نصيب صلاح حين وجد أمل عذراء، وبعد أن أخذ يتوسل لها لتفهمه، حكت له على ما كان بينها وبين هشام ومن أنهما كانا كالأخوة.
مرت الأيام وأصبحت أمل حامل لتلد صبيًا أسموه هشام ونقلت أمل وكذلك صلاح عملهما لأقرب مكان للصعيد والتم شمل الكل، وعاشت أمل في كنف العائلة، تنعم بحب وحنان عظيمين.
وعاشت حياتها يتخللها بالطبع عثرات وعثرات وخلافات في وجهات النظر لكن بوجود الاحترام والتفاهم وتقريب وجهات النظر والقليل من التنازل عن التمسك بالرأي استمرت الحياه.
تمت بحمد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى