قلوب مخلصة
بقلم
حسن ابو زهاد
العفو والتسامح اللذان يستندان إلي القوة من الدعائم الأساسية في بناء الش خصية المتوازنة التي تدرك قيم التسامح فالإنسان بطبيعته خطاء وخير الخطائين التوابين فمن عفا وأصلح فاجره علي الله ما اجمل قيم التسامح التي تساعد في بناء المجتمع وتماسك افراده إن العفو في الإسلام قيمة عظيمة ومهمة حيث يشجع الإسلام على التسامح والعفو عن الناس خاصة عند المقدرة. العفو يعتبر وسيلة لتنقية القلب وتحقيق الراحة النفسية. ان السعي بين الناس من أجل التسامح وعدم الفرقة احساس جميل تطيب النفوس وبث الأمل بروح صادقة وقلوب راضية ليست مريضة تسعي إلي الخراب والفرقة وونشر الكراهية وتاليب النفوس. أنها نفوس حاقدة واقدة مريضة تشعل فتيل الصراعات وتقف سعيدة تنظر إلى نيرانها حسابها عند ربها فما اجمل ان نبادر بالعفو والصفح ربما لا تعطي الحياة فرصاً أخري نستيقظ علي رحيل فلا نجد من نطلب منه الصفح والغفران لتغلق الصفحات لتنظر عند رب العالمين
ان معظم الصراعات الدموية التي تفقد النفوس في بدايتها بسيطة يمكن السيطرة عليها بكل سهولة كلمة حانية وأسلوب راقي وإخلاص من الحاضرين وكلما امكن احتواء المشكلات بعيدا عن تدخلات البشر واقتصرت علي الأشخاص كلما سهل السيطرة عليها والتحكم فيها والقبول بالرضا وكلما اتسعت للأطراف كلما كثرت الآراء وفقد الأطراف لغة الحوار والحل وتاججت المشكلات يوماً بعد يوم حتي يصعب السيطرة عليها
وخلاصة القول ان من تصيبهم نيران الاختلافات والمشكلات هم الأفراد أنفسهم وأسرهم ويبقي الآخرون ينظرون من ابراجهم العاجية علي نفوس تحترق وقلوب تدمر وأسر تتفكك وحالات دمار تصيب المجتمع ان النفوس المملوءة بالحقد لا تخرج الا حقدا لأنها لا تعرف إلا طريق الصراعات الذي نهايته الحسرة والحزن أنها تسعي بهذا الأسلوب لأسباب مرضية لديها ان التسامح كما أنه يعزز من مكانة الشخص عند الله سبحانه وتعالى. فان الكثير من الآيات القرآنية تحدثنا علي التسامح والعفو منها بعض الآيات والأحاديث التي تدل على أهمية العفو في الإسلام قوله تعالى وليعفوا وليصفحوا أَلا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم سورة النور الآية 22 حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا.العفو في الإسلام لا يعني التنازل عن الحقوق أو الضعف بل هو اختيار أخلاقي يدل على النضج والرقي في التعامل مع الآخرين. والإنسانية والتسامح النفسي مع الذات لقد حثت كل الأديان السماوية والقيم الإنسانية والأخلاقية علي العفو عند المقدرة فقد ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة حين سال أهل قريش في فتح مكة ماذا تظنون اني فاعل بكم قالوا أخا كريما وابن أخا كريم قالوا اذهبوا فأنتم الطقاء هذه هي المعاني الحقيقية للتسامح والعفو عند المقدرة عفو الأقوياء كن قوياً متسامحا أمتلك مقومات مكارم الاخلاق وطيب الصفات التي تعلي قدر الإنسان وتثمن قيمته فكسب القلوب يعلو كسب المواقف ليتنا ندرك قيم التسامح قبل فوات الاوان فقد تذهب الفرص ولا تعود لأي سبب من الأسباب فقدا ورحيلا او قلوب يئست من جلامد القلوب فتفتح آفاقا جديدة لا تعود بعدها أبدا ان مكارم الاخلاق من سمات الصالحين فكن مع الله واترك البشر واعلم أن الحياة أقدار وخير ما يمتلك الإنسان الرضا والحمد فهم أساس السعادة والهناء