مش كل اللي اتغير… خانك. أحيانًا الناس بتتغير علشان تنجو”
(من سلسلة: نكمل المشوار)
✍️ بقلم: د. رضا علي عطية
كثيرًا ما نغضب من الناس حين يتغيرون.
نعاتبهم، نحزن، نلومهم على البرود، على الانسحاب، على صمتهم بعد دفء.
لكن هل سألنا أنفسنا يومًا:
هل هذا “التغيّر” كان خيانة؟
أم كان محاولة للبقاء على قيد السلام؟
ليس كل انسحاب هروبًا…
وأحيانًا التغيّر مش اختيار،
بل رد فعل لتكرار الأذى، أو لحظة وعي، أو طاقة ما عادت تحتمل نفس الدور، نفس الضغط، نفس العلاقة.
📌 الناس بتتغير لما توصل لحافة نفسها…
لما تكتشف إنها بتضيع وسط إرضاء الآخرين،
وإنها بقت غريبة عن نفسها وهي بتحاول تكون مناسبة لكل التوقعات.
🧠 التغير الحقيقي بيبدأ من جوّه…
من وجع مكتوم، من خذلان متراكم، من تضحية ما رجعتش أمان،
من لحظة بتقول فيها النفس: “كفاية بقى.”
لا تظلم التغيّر… ولا تُقدّس الثبات.
الثبات جميل… لو نابع من محبة صحية وتوازن.
لكن الثبات على حساب النفس؟ استنزاف.
والتغيّر أحيانًا بيكون رسالة نضج:
“أنا مش زي زمان… لأني اتعلمت، واتوجعت، وفهمت حدودي.”
✅ من حقك تتغير،
✅ من حقك تعيد ترتيب أولوياتك،
✅ من حقك تعتذر لنفسك قبل ما تعتذر لحد،
ومن حقك تنجو… ولو اضطرّك ده تغيّر أمام ناس مش هيفهموه.
⏳ نكمل المشوار… لما نسمح لأنفسنا إننا نتطور، حتى لو خسرنا على الطريق ناس ما فهموش سبب النضج.
✍️
د. رضا علي عطية
استشاري نفسي وأسري | مدرب دولي معتمد
عضو بعدة هيئات متخصصة في الصحة النفسية والعلاقات