الادب والقصه

(٢٣) بين الزوج والزوجة (٤)

بقلم المستشار// حمدى بهاء الدين
قال الفيلسوف جان جاك روسو “قبل أن أتزوج كان عندي ست نظريات في تربية الأطفال، أما الآن فعندي ستة أطفال وليس عندي نظريات لهم”.
هذه المقولة تعكس تحولًا في وجهة نظر روسو حول تربية الأطفال، فبعد أن كان لديه نظريات ومفاهيم مجردة، وجد أن الواقع العملي مع الأطفال يتطلب مرونة وتكيفًا أكبر وادراكا أكبر وفهما أكثر وصبرا أكثر وهذه المقولة صحيحة بنسبة كبيرة جدا فما يصلح لأبنائك ربما لا يصلح لأبنائي لأن التنشئة والتربية هى تعامل مع النفس البشرية التى ما زالت  محل غموض وغيوم وكل حالة لها قدر خاص من الخصوصية ونجاح التربية غير مرهون بصلاح الأب ومكانته أو علمه وخير دليل على ذلك ما جاء في القرآن الكريم من حكاية نبي الله إبراهيم حيث كان أبوه كافرا وحين قال نبى الله إبراهيم لابنه إسماعيل أنى أرى في المنام أنى أذبحك قال إسماعيل يا أبتي افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين أى أنه يدعوه للموت فامتثل دون جدل أو تردد وما حدثنا به القرآن عن نبي الله نوح وهو من الأنبياء أولى العزم حين قال لابنه اركب معنا ولا تكن من الكافرين فكان رد ابنه عليه عنادا وتصميما سآوى إلى الجبل ليعصمني من الماء وعصى والده وكان من الهالكين أى أنه كان يدعوه إلى النجاة فعصى ورفض فغرق
الشاهد من ذلك أن صلاح الأبناء يرجع إلى التوفيق من الله لأنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وما عليك سوى الأخذ بالأسباب وما عليك سوى التوجيه والإرشاد والصبر على الإبتلاء لأنك لا تملك النتيجة ومن الأبناء من يرفض النصيحة لدرجة العداء للأب وهو ما أخبرنا به الله فى محكم كتابه الكريم ،، يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولاوكم عدوا لكم فأحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ،، وهنا وجب العفو والصفح والمغفرة وتحمل المشقة فى التربية والصبر على فتنة الأبناء والصبر على المصيبة والايمان بالله الذى بيده تبديل أمرهم وإصلاح حالهم ومع كل تلك المعاناة يظل الأبناء هم فلذة أكباد أبائهم وما عليهم سوى أن يكونوا قدوة حسنة لهم من التقي والعفاف ومثلا أعلي لهم لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
# بقلم حمدى بهاء الدين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى