بقلم المستشار// حمدى بهاء الدين
الحمقى لا يتعلمون من تجاربهم ، يعتقدون أن النتائج تتغير مع ذات المقدمات ، أن مجرد السير يعني حتمية الوصول ولو كان السير فى الطريق الخطأ ، يراهنون على أشياء لا وجود لها إلا فى خيالهم ، لا يفهمون حقيقة النفس البشرية ، لا يفهمون عقد المشاعر ، لا يعرفون علامات الكراهية ، لا يدركون الفرق بين القبول عن رضا والقبول جبرا ، لا يميزون بين المشاعر الصادقة والمشاعر المزيفة المصطنعة ، لا يعرفون أن الصورة المشوهة لا يحسن منها برواز أنيق خاصة إذا كان التشوه متمكن من الروح متجذر فى الوجدان ، لا يفهمون أن مشاعر الحب يجب أن تكون عفوية غير مرهونة بغاية لا تتوقف على منح أو منع ، لا يفهمون أن من يكرهك لا يمكن أن يحبك يوم ما ، لا يمكن أن تتبدل مشاعره ، لا ينظرون الى عيون من يكرههم ، لا يشعرون ببرودة السلام والحضن ، لا يلحظون نظرات الشماتة عند العجز أو الكسر أو السقوط ، لا يصدقون ما يقولون عنهم فى غيابهم ومن وراء ظهورهم ، دوما يعذرون عن حماقة ، يسامحون عن غباء ، موهومون دوما بأن كل شىء سيصبح افضل ، لا يميزون بين المكان الخطأ والمكان الصواب ، بين من يجب أن يرحلوا عنهم ومن يجب أن يكونوا رفقتهم ، لا يميزون بين من يحبهم بصدق وبين من يخدعهم ، لا يميزون بين من يجب أن يضحوا لأجلهم ومن يجب أن يعطوهم ظهورهم ، لا يميزون بين الأرض الطيبة الخصبة وبين الأرض الخبيثة البور ، دوما يسقطوا فى ذات الحفرة التي سقطوا فيها مرارا لغياب عقل أو جهل مشاعر أو اعتقاد خاطئ أن كل شئ سيتغير
أتدري لماذا هم هكذا ؟ لأنهم حمقى لا أكثر
# بقلم حمدى بهاء الدين
