الشاعرة والكاتبة التونسية زليخة عوني تكتب: النواة والأثر
امتداد عائلي عريق وجذور تعود لعقود وعقود ، من هنا كان العقد المقدس والتصاهر الذي يفخر به العائلتان لتزرع نواة عائلة مختلفة بكل المقاييس ، تفاصيلها أسس لها واحد من رجال مصر الذي تميز بحكمته ورصانته في ابسط وأدق القرارات ، لم يكن فقط رجل قانون عادي بل كان يعلم ويتعلم أصول القوانين وموازينها لتكون حلة القضاء رداء زين به ارجاء بيته وكان وجه العدالة السمح المتزن ، فإن اختلفت القضايا بزوايا الجلسات بالمحاكم لكنه كان له قضية مقدسة يرعاها مثل رعايته للقانون وميزان العدل لتتوج مسيرته العملية والأسرية بعائلة متماسكة وارفة الاغصان يانعة الأوراق مثلما شارك ذلك الحلم مع رفيقة دربه وعمره منذ أن حملت اسمه وتعاهدا ككل الأزواج ببناء أسرة سعيدة ، لكن السعادة لها وجوه عدة اختلفت مقاييسها مع هذه السيدة التي تتقد بالجمال الروحاني والخلقي فرسمت ألوان روحها الطيبة والمزهرة بقلم يمسكه بين أنامله وهو على منصة العدالة ، أو بابتسامة يوزعها بين وجوه تجهمت في بهو المحكمة … رسمت جمالها بكل تفاصيل حركاته اليومية ووهبته الراحة النفسية التي هي جوهر كل رجل له مسؤوليات عليا تختلف في ثقلها الإنساني والقانوني، فكان الالتزام له نكهة فنجان القهوة في حديقة المنزل بعد عناء يوم طويل ، أو في فسحة معها بمكان شاعري يشبه كلماتها التي تغزل منها أرائك تحلي حياتهم ، نعم يهرب من الزمن الذي يسابق الأيام والشهور ليتقاسم بعض الجمل مع أديبته وبين تشدد تلك السيدة الارستقراطية صاحبة الشخصية اللامعة ، نعم هكذا كانت تفاصيل عائلة رجل القانون المخضرم السيد المستشار( محمد حمزة ) وسيدة الضياء ( الدكتورة مرفت محرم ) التي أشعلت شموع الحب والجمال في كل ركن ببيتها لتزهر أوراقها وتضيء وتشرق مع مرور السنوات ، هي نواة ذلك المزيج بينهما وصدق النوايا والحب الذي يذلل كل الصعاب وجعل مسيرة سعادة المستشار تدرس في الجامعات بعد سنوات من رحيله وزين اسمه قاعة الجنايات في محكمة الاسماعيلية ، رجل زين أيامه بالرحمة والخير والعطاء ليبقى أثره الطيب يشير إليه مهما مرت السنين والعقود … ويشرق مع اطلالتها الراقية الجميلة ، هكذا خطوط نواة العائلة المتميزة وذات الأثر المشرف عبر الزمن التي لم تكتفي بذور العائلات العريقة بل ميزت تفاصيلها لتكون المثال والقدوة على مر الزمان.