رحلة التحول كيف تشفى الجراح الداخلية لتبني مستقبلًا أفضل؟
“رحلة التحول كيف تشفى الجراح الداخلية لتبني مستقبلًا أفضل؟”
كتبت /منى منصور السيد
حوارنا اليوم مع كوتش داليا محفوظ وحديثنا اليوم عن موضوع في غاية الأهمية والعمق، وهو كيفية تأثير الجراح الداخلية على قدرتنا على التحول والنمو. كثيرون منا يحملون ندوبًا عاطفية من تجارب سابقة، فما هي أبرز هذه الجراح وكيف تؤثر علينا؟
كوتش داليا محفوظ الجراح الداخلية هي في الأساس ألم عاطفي عميق، ناتج عن تجارب سلبية مثل الصدمات، الفشل، أو حتى النقد المستمر. هذه الجراح لا تختفي مع الزمن وحدها، بل قد تتفاقم وتسبب الخوف من المواجهة. الشخص المصاب قد يخشى مواجهة هذه المشاعر المؤلمة، فيلجأ إلى التهرب أو الإنكار. هذا الهروب يعيق أي محاولة للتقدم أو التغيير الإيجابي.
يحضرنى سؤال يا كوتش كيف يمكن أن تؤثر هذه الجراح على علاقاتنا مع من حولنا؟
أوضحت كوتش داليا أن تأثيرها كبير جدًا. عندما لا نعالج جراحنا الداخلية، نجد صعوبة في الثقة بالآخرين أو حتى في التواصل بفعالية. قد نصبح دفاعيين، أو نميل إلى العزلة، أو نُسقط ألمنا على من حولنا. هذه السلوكيات غالبًا ما تؤدي إلى علاقات متوترة أو غير مستقرة، لأن أساس العلاقة السليمة هو الأمان العاطفي، وهو ما نفتقده عندما نكون مثقلين بجراح لم تلتئم.
هذا يضعنا أمام السؤال الأهم: ما هي أولى خطوات الشفاء؟ هل يمكن أن تكون المواجهة صعبة جدًا على البعض؟
بينت كوتش داليا المواجهة هي أصعب خطوة وأكثرها أهمية. البداية تكمن في الاعتراف بالمشاعر. عليكِ أن تقولي لنفسكِ: “نعم، أنا أشعر بالألم، وأنا أستحق أن أُعالج هذا الألم.” ثم تأتي خطوة البحث عن الدعم. سواء كان من الأصدقاء المقربين، العائلة، أو حتى من مختصين نفسيين. طلب المساعدة ليس ضعفًا، بل هو دليل على القوة والوعي.
ذكرتِى يا كوتش داليا المختصين، ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه العلاج النفسي في هذه الرحلة؟ وهل هناك طرق أخرى يمكن أن تساعد؟
أوضحت كوتش داليا أن العلاج النفسي يوفر بيئة آمنة لفهم جذور الجراح والتعامل معها بطرق صحية. يمكن للمعالج أن يساعد الشخص على التأمل في تجاربه، وفهم أنماطه السلوكية، وتطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع الألم. بالإضافة إلى ذلك، هناك أدوات إبداعية يمكن أن تساعد بشكل كبير، مثل الكتابة عن المشاعر، أو التعبير الفني كالرسم أو الموسيقى. هذه الممارسات تحول الألم إلى طاقة إيجابية وإبداعية، وتساعد على التعبير عما يصعب قوله بالكلمات.
ولكن يا كوتش داليا بعد كل هذه المواجهة والشفاء، كيف يمكن لهذه الجراح أن تتحول من عبء إلى مصدر للقوة؟
أفادت كوتش داليا محفوظ أن هذا هو جوهر التحول. عندما ننجح في مواجهة جراحنا، فإننا لا نكتفي بالشفاء فقط، بل نُسخر هذه التجارب لتكون دروسًا لنا. نكتسب المرونة، وهي القدرة على النهوض من جديد بعد السقوط. وتصبح لدينا قوة داخلية لم نكن ندرك وجودها. هذا التحول ينعكس على كل جوانب حياتنا. علاقاتنا مع الآخرين تتحسن لأننا أصبحنا أكثر تفهمًا وتعاطفًا، ليس فقط معهم، بل مع أنفسنا أيضًا.
إذن، التحول الإيجابي يبدأ من الداخل. كوتش داليا محفوظ، شكرًا جزيلًا على هذا الحوار الملهم.