ولاء مدبولي تكتب: لما الرجولة تبقى خوف

يُقال إن أكتوبر هو شهر الحب،
ولأننا في زمنٍ أصبح فيه الحب مغامرة أكثر منه شعورًا،
أحببت اليوم يا صديقي أن أكتب عن نوعٍ آخر من الغياب…
ذاك الغياب الذي يختبئ خلفه رجال كثيرون،
يظنون أن الرجولة تُقاس بكمّ الصمت، لا بصدق الحضور.
الرجولة مش في البُعد
في ناس بتفتكر إن “الغياب” قوة،
وإن التراجع ذكاء،
لكن الحقيقة إن البُعد أوقات بيبقى ضعف متغطي بشوية كبرياء.
الرجولة الحقيقية مش في إنك تمشي وتقول “كله نصيب”،
لكن في إنك تفضل حتى لو صعب،
وتكمّل اللي بدأته حتى لو الخوف شدّك للعكس.
قال نجيب محفوظ:
“الرجولة لا تحتاج إلى برهان، ولكنها تظهر حين يكون الموقف صعبًا.”
اللي بيخاف من الحب… بيخاف من نفسه
كثير من الرجال بيختاروا الهروب،
مش لأنهم مش بيحبّوا،
لكن لأنهم مش قادرين يستوعبوا اللي جواهم.
بيخافوا يبان ضعفهم،
وبيفتكروا إن الصمت يحميهم،
بس الحقيقة إن الصمت ساعات بيكشفهم أكتر من الكلام.
اللي بيهرب من الحب،
بيهرب من أجمل ما فيه… من نفسه.
لأن الحب مرآة بتعكسك،
بتخليك تشوف حقيقتك،
مش بالبطولة اللي بتدّعيها،
لكن بالوجع اللي بتخفيه.
الرجولة الحقيقية فعل مش ادّعاء
مش كل راجل صوته عالي يبقى قوي،
ولا كل ساكت يبقى حكيم.
الرجولة إنك تواجه مشاعرك قبل ما تواجه الدنيا.
إنك تعترف مش تبرر.
إنك تختار البقاء مش الهروب.
إنك تحافظ على اللي بيحبك،
مش تختبر صبره كل يوم.
قال أنيس منصور:
“ليس الرجل من يقول أنا قوي، بل من يُظهر قوته في اللحظة التي تتطلب الرحمة.”
الرجولة مش في إنك تُملكها… بل تستحقها
الرجولة مش في عدد البنات اللي بتحبك،
لكن في بنت واحدة تثق فيك، ومتخونش ثقتها.
مش في إنك تبهرها بكلام،
لكن في إنك تطمنها بفعل.
الرجولة مش صورة جامدة على السوشيال ميديا،
هي موقف وقت الأزمة، وحنية وقت الوجع، وصدق في وقت الشك.
صديقي…
الحب عمره ما كان ضعف،
ولا الرجولة كانت في البُعد.
اللي يحب بصدق، يقرب.
الراجل بحق، ما يهربش من اللي بيحس بيه،
حتى لو كل الدنيا قالت له:
“خليك عاقل.”
أحيانًا يا صديق،
الخوف من الحب هو أكبر دليل على قوّته.
لكن الشجاعة الحقيقية… إنك تسيب نفسك ليه.
