المشاهير والمهرجانات

(٤٧) المرآة المعتمة ،، من كتاب يوميات رجل أحمق ،،

بقلم حمدى بهاء الدين

 

لا ينظرون إلى أنفسهم فى المرآة أو ربما ينظروا فى مرآة معتمة لا تعكس الصورة الحقيقية ، الصورة الناقصة الغير مكتملة ، الصورة التى بها عيوب وثقوب مثل كل صور كل البشر لأنهم يخدعون أنفسهم ويخدرون ضمائرهم غايتهم أنهم يكونوا فى نظر أنفسهم ملائكة وغيرهم فى نظرهم شياطين يستحق الرجم والعقاب وهذا أمر فيه تغول على الحقيقة وتزييف للواقع لأنهم ربما ارتكبوا أخطاء مثل أخطاء الغير وربما أكثر لكنهم أفلتوا لأنهم كانوا أكثر حرصا وأكثر دهاءا أو أنكروا أو تبجحوا أو لأنهم لم يكونوا فى دائرة الظن أو فى محور الشك أو أنهم لم يكونوا تحت منظار المراقبة ةالاحتمال أو أنهم لم يتعرضوا لتفتيش مفاجئ أو لم تكن هناك مصادفة تكشف تلك الأخطاء والخطايا القضية فقط أنهم لم يتم ضبطهم رغما وجود الدلائل والإمارات وتوفر الشواهد رغم حرصهم الشديد وحذرهم الأشد لكن تبقى الحقيقة واضحة أنهم يهاجمون حتى يتجنبوا المواجهة وينقلوا ارض المعركة إلى أرض الطرف الثاني الأقل حرصا والاكثر ارتكابا لأخطاء مدفوع إليها ومرغم عليها من بخل الطرف الآخر وتمنعه وعجزه أن يملأ الفراغ النفسي والعاطفي والجسدى

وفى الحقيقة أن الطرفين سواء لكن الاختلاف فى أن أحدهم تم ضبطه والثانى لم يضبط بعد ومن ثم يرى الثاني نفسه الضحية وبأنه المخدوع ويتخذ من ذلك الوهم مبررا لتبرير أفعاله التى يأتيها فى الخفاء بعيدا عن بصر الطرف الآخر بذريعة أنها خاصة وله الحق فى مساحة من الخصوصية مستغلا ضعف أو حاجة أو عجز لدى الطرف الآخر أو مستغلا لمذلة عليه لجبره على السكوت والخنوع وعدم المواجهة ولقد رصدت حالات كثيرة مشابهة لتلك العلاقات وليس حالة خاصة أو منفردة

لا ينظر فيها طرف إلى المرآة أو ينظر فى مرآة معتمة وإن لم تكن هناك مصارحة ومواجهة ومساحة وعفو وغفران ونية صادقة لتجاوز تلك الحالة فإن الأمر ينذر بكارثة أو مصيبة قد تصل إلى جريمة بالإعتداء على النفس أو الغير

# بقلم حمدى بهاء الدين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى