(٤٨) انتفاضة الأحمق

بقلم حمدى بهاء الدين
الحمقى فقط هم من يسقطون بلا نهوض ، الحمقى فقط هم من يسقطون من الطعنة ولا يعرفون طريق التداوى والتعافي ، الحمقى هم فقط من لا يعرفون طريق الخلاص ، الحمقى فقط هم من لا يتعلمون من أخطاء الماضى ويسيرون دوعى دون وعى إلى الهاوية ، الحمقى فقط هم من يفقدون بصيرتهم دون إدراك سبيل الخروج من الطوارئ والظروف المحيطة بهم
ولأنه أحمق من نوع خاص ، أحمق من زمن النبلاء ، أحمق كان يظن أن الحياة الموازية هى السبيل الوحيد لخروجه من عقده وحرمانه المتجذر فى وجدانه وكأنها السبيل الوحيد للانتقام من نفسه ومن الظروف وكل من لم يفهمه ولم يحتويه وكان يرفضه ويراه منقوصا قليل القيمة والأصل
ولأنه أحمق انتصر فى الماضى على كل العوائق والعقبات بقدرات خاصة وهبه الله إياها وبعزيمة جعلته مثل أعلى لجيل كامل لم يقبل لنفسه أن يسقط بسهولة ، لم يقبل أن يحطمه خطأ مهما كان هذا الخطأ ومهما كانت النزوة ومهما كانت الخطيئة لأنه يدرك أنه مجرد بشر وأن الله غفور رحيم ولو لم يسامحه أو يغفر له من حوله
ولأنه أحمق وصل يوم ما إلى القمة ما كان ليقبل أن تكون تلك نهايته ، وما كان ليقبل أن يشمت به من يكرهه ويجعل من نفسه مثالا يتندر عليه الحاقدون ، من هنا قرر أن يبدأ من جديد ، يبدأ من حيث انتهي من مكانة فى نفوس من آمن به ووثق بموهبته
ولأنه أحمق من نوع خاص كما ذكرت سلفا قرر أن ينفض عن روحه غبار الهزيمة ، قرر أن يمسك سيفه ويتحصن بدرعه ويمتطى صهوة حصانه ليواجه نوائب الحياة بقلب لا يعرف الخوف وعزيمة لا تعرف الانكسار ليثبت لمن يرفضه ولنفسه قبل الجميع يستحق موتة أشرف من تلك التي اختارها لنفسه فى لحظة ضعف ولحظة يأس لم يذق مثلها من قبل ، لحظة كانت كفيلة أن تنهى تاريخه وتمحو كل ما حقق من إبداع
ولأنه لم يعد أحمق قرر أن يبدأ من جديد
# بقلم حمدى بهاء الدين



