خاتمة كتاب ،، من يوميات رجل أحمق ،،
بقلم حمدى بهاء الدين
جاء كتاب ،، من يوميات رجل أحمق ،، فى ظروف بالغة القسوة ، بالغة التعقيد دارت بين ظنون وأوهام وتساؤلات نفسية بلا إجابة وتداخلت فيه الأحداث بين الظاهر والباطن بين ما هو مكشوف وما هو خفى بين ما هو مجتزء الإعتراف وما هو منكور بالكلية ، بين الغوص فى الأفكار الفلسفية والاجتماعية والعاطفية ، بين التجاذب بين النهوض والسقوط
وكانت المقالات الأولى فى هذا الكتاب مجرد ارهاصات ومقدمة لحدث جلل كاد أن يؤدى بحياة المؤلف ويرحل به من عالم الوجود إلى عالم الموت بعد تحكم اليأس من وجدانه وإفاقته على كارثة حاول تدارك آثارها دون جدوى
وأخطر ما فى هذا الكتاب المقالات الأخيرة التى عبرت عن فترة معاناة لا يتحملها بشر حيث عبرت عن الألم النفسى والشعور بالضياع تم صياغته فى سلسلة من المقالات البلاغية التى يمكن أن تنقل لمشاعرنا معاناة الكاتب وآلاف من القراء الذين تتشابه حالتهم مع حالته ومن هنا اختلط الخاص بالعام وتشابكت الخيوط والمشاعر بصورة يتعذر فصلها بما يمكن الجزم بأن تلك المقالات تصور حياة الكاتب أو غيره من القراء أو ممن صادفهم فى رحلته المؤلمة
جاءت مقالات وافكار ومشاعر كتاب ،، من يوميات رجل أحمق ،، لتعبر عن العجز الإنساني والعلاقات الإجتماعية المضطربة والإتهامات العلنية والإتهامات الصامتة التى يعجز الإنسان عن البوح بها أو مناقشتها على الملأ ليكون الكاتب بين مطرقة الألم وسندان اللوم عند البوح بمكنون نفسه وخلجات روحه ونبض وجدانه
وعلى كل حال كتاب ،، من يوميات رجل أحمق ،، هو كتاب ثرى من المعاناة والألم ومزيج من الأمل واليأس وقد جاءت فى صفحات معتدلة بين الوفرة والقلة ، نعم فى مرحلة وسطى بين هذا وذاك لكى لا أفتئت على وقت القارئ أو متابعة المهتم بالكاتب وكتاباته
وفى النهاية أتمنى للقارئ رفقة ممتعة مع الكتاب وأن يكون قد أضاف له بعدا جديدا من الأفكار والمشاعر
المؤلف
حمدى بهاء الدين
مدينة العبور فى ١٧ أكتوبر ٢٠٢٥