المشاهير والمهرجانات

سويداء الرموش”  من كتاب جعبة الظلام 

 

سوف امحي ما خط به قلمي، واحتمي داخل مضجع خلوتي، لست ادري لما تحاول الكلمات المتناثرة، خدش كرامة حساء الكأس، الممتلئ بعبارات السلام، سأعود بالحرف اليتيم، حتما من حيث أتيت، بخطوات ثابتة ذو شموخ.

ستقف أحلامي صامته، على أعتاب الصمود، سأبقي أذوب شوقاً، إلى ارتداء بردة مرصعة بالماس التواضع، ليس لوجهي لون مختلف، يتشكل مثل الحرباء، مع غروب الضي، قد افتقد النور الذي استوطن القنديل، لكن مشكاة الروح، ما زلت بالإيمان الأبدي تستنير.

لقد ارهقنى عشق الإبحار، تتشابك الأماني مع خصال الحرف، و تجدف الدموع ضد التيار المجحف، لذلك استوقفتني النفس الشاردة.

وربما بعد أن أفرغ من رسالتي، التي قطعت لأجلها عهداً، غير منقوص الوعد، سأتوقف حبيس الحزن والوحدة، حتي أستعيد عافيتي مرة أخرى.

العشوائية التي نتفوه لفظها، تحرك الساكن والثوابت، كفيلة بأن تفرط حبات الدمع، و تبيض من قسوة بكائها، كساء الجفن و سويداء الرموش.

الصوت الاجش الذي ينازع النبرات، بين رحايا غرغرة الحلقوم، أصابني بدهشة كتمت الهواء عن أنفاسي، رغم أن الكروان الحر، مازال يحلق ويغرد، إلى جانب الشرفة.

بئس قسوة الحياة، لقد تحجر شرر الشظايا، داخل الروح بعد أن أوشكت على الانفجار، وتحطمت الأمواج الهادئة، لحظة الذبح بسكين الخزلان، و عذب الأنين نقاء الحنين ، ومن ثم بهت القول، كما يحترق الشمع لإضاءة الظلام.

وبعد سويعات لم أحتمل فراق البعد، عن زخرفة شعور اللاوعي، انتفضت انهض استكمل، بعد انتكاسة كادت، أن تؤد مقتنيات الذكريات الدفينة، وقررت أن أبحث عن سويداء الرموش، دون صبغها لتبقي على حالتها، ولو تخلل إلي لون الوقار، بياض يشبه الدر.

لن أنحني ضعفاً فارغ الفكر، بين أنياب لا ترحم، بل اتخذت قرارا اللاعودة للاستسلام، لا انزوي عن الحلم، فإن كتابة الأدب ولو تباعدت الأهداف، دون الالتحام بوجه القمر، سوف يؤرخ لها التاريخ، لحظات الصبر العصيبة،

ستبقى نواة صنعها القدر، من رحم الغيث الطهور، تخلد ميسرة الإبداع، وسيظل نافخ الكير، بنار اليأس يضام، وتكوي جباه الحاقد بنار اشعالها، من أجل الإنتقام.

محمد إبراهيم الشقيفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى