أخبار مصر

وجهة نظر (الفن وقتل البراءة)

بقلم الإعلامية الدكتورة/شيماء الشافعي

لا أتصور في هذا العالم جريــمةً أفــظع ولا أبشــع من أن يُمس طفلٌ بســوء
بأية صورةٍ كانت قـتـلًا، أو خـطـفًا، أو
تحــرشًا أو قــسوةً تفـسد عليه الحياة.
فالطفل هو النسخة الأولى من الإنسان قبل أن يفــسده العالم هو البراءة في أنقى صورها والطمأنينة التي تمنحنا إياها السماء هو النور الأول الذي أودعه الله في الأرض هو تجلٍ صغير للرحمة كما خلقها الله.
كل طفل هو شهيقٌ من الجنة نُفِخ في هذا العالم ليذكرنا أن الله ما زال يحبنا وأن الخير لم يمت حتى الآن..فكيف ليدٍ أن تمتد إلى هذا النور لتطفئه؟
إن إيــذاء طفل ليس جـريـمةً ضد كائنٍ صغيرٍ فحسب بل ضد روح الله في الإنسان ضد الصورة التي خُلقنا عليها ضد النقاء الذي نحمله في أعماقنا ثم ننساه.
ف كل دمعةٍ من عين طفلٍ تهتز لها أبواب السماء وكل صر خــةٍ تخرج من فمه تُكتب شاهدًا على البشر أجمعين وكل طفل يُـؤ ذى يُحدث انكســارًا في سجل الإنسانية انكــسارًا لا يرممه إلا توبة جماعية قبل أن ينزل الله سخــطه على الأرض فيُــهلــكنا جميعًا.
حينما سُئل الطفل الذي مــزق جـثة زميله بالمنشــار الكهربائي عن مصدر فكرته قال ببساطة:
« تعلمتها من مسلسل ديكستر»!
هكذا بجملة واحدة انهـار جدارٌ من الطفولة وسقطت براءة كانت تستحق أن تُحمى .
تلك الجملة وحدها كفيلة بأن تفــضح أثر الفن حين يُقدم بلا وعي فيُزين
القــبح ويُلمع وجه الشــر ويُقدم القـاتل في صورة البطل الذكي الذي ينتصر .
فأي وعي سيبقى لجيل يشاهد الشــر مُبرَرًا والعــنفَ مشوقًا والدمــاءَ مجرد تفصيلٍ عادي جدًا في حبكةٍ مثيرة والمأساة أنك لا تمتلك المقدرة على منعه من التسلل إليهم!
باختصار أكثر: الفن قادر على أن يوقظ فينا أرقى ما في الإنسان كما أنه قادر أن يستدرج من أعماقنا أسوأ ما نحاول نسيانه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى