المشاهير والمهرجانات

واجب المواطن حين يختار صوت الوطن

بقلم أشرف ماهر ضلع

في لحظةٍ من لحظات الوعي الجمعي، يقف المواطن أمام ورقةٍ صغيرة، لكنها تحمل في طيّاتها ثِقَلَ وطنٍ بأكمله. هناك، حيث تتلاقى الضمائر وتُوزَن الأمانات، لا يكون الاختيار مجرّد علامةٍ على ورقة، بل شهادة أمام التاريخ بأنّ هذا الوطن ما زال حيًّا في قلوب أبنائه.

 

إنّ واجب المواطن في انتخابات مجلس النواب ليس ترفًا ديمقراطيًا، ولا مناسبةً تمرّ كغيرها من الأيام، بل هو عبادة وطنية تُؤدّى بإخلاص النية وصفاء الضمير. فالوطن لا ينهض بالخُطب، بل بالاختيار الصادق لمن يستحقّ حمل هموم الناس، والسير بهم نحو غدٍ يليق بعزّتهم.

 

أيها المواطن الواعي، إنّ صوتك ليس رقمًا في صندوق، بل نبضٌ في شريان الوطن. فلا تبعه بعاطفةٍ زائلة، ولا تهبه لمَن لا يعرف معنى الأمانة. فتلك الورقة البيضاء التي بين يديك تُصبح في لحظةٍ ميثاقًا بينك وبين التاريخ، إمّا أن ترفع بها الوطن أو تُسلمه لمن لا يُحسن حمله.

 

اختر من يحمل فكر البناء لا فوضى الشعارات، من يسعى لاجتماع الكلمة لا لتمزيق الصف، من يرى في المنصب تكليفًا لا تشريفًا.

فالوطن لا يريد أصواتًا كثيرة، بل قلوبًا واعية تعرف أن المشاركة ليست واجبًا انتخابيًا فحسب، بل واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا يعبّر عن الوفاء للأرض التي أنبتت الإنسان.

 

ولْيَعلم كلُّ مصريٍّ أن واجبه لا ينتهي عند الصندوق، بل يبدأ منه. فالمواطنة ليست لحظة اختيار، بل مسيرة مراقبةٍ ومساءلةٍ ومساندةٍ للمخلصين في طريق النهضة.

 

فليكن صوتك صوتَ وعيٍ لا مجاملة، وصوتَ ضميرٍ لا انتماءٍ أعمى.

فبصوتك تُكتب فصول الأمل، وباختيارك تُرسم ملامح الغد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى