المشاهير والمهرجانات

كوني مؤثرة 

بقلم

محمد إبراهيم الشقيفي

إن صاحب الرأي، فيما يقدمه لنا المرء، من بصمات جلية، ذاك الإنسان البسيط، الذي يشعر لحظة هوان النفس، بمن يجلب له هالة البشائر، و يستخلص من مرارة العيش، حلاوة تضفي على فؤاده السرائر ، و رغم تفاوت فرص النجاح، من شخص لأخر ، يستشعر البعض منا، رغم شعور الضعف، همسات الفرج ، القادم من روافد بلاد العجائب، إنها فراسة الفكر ، و استظهار الحقائق، رغم أنف شواهد البعد.

من يحترم رغبة الطموح، ولا يستخف بأمل القلب المجروح، يكن بلا منازع الفائز، رغم الصراع، في دوامة تغمرها تقلبات الحياة، من لا يشارك بمذبحة الصبر، هو رائد المجال، الذي يهون علينا المسائل العضال.

الشخصية المؤثرة، ليست كما يقال عنها، أنها من تعتلي، درجات منابر المجد، و الفرصة التي تتاح لك، من قبل يد العون، وتقدم على أطباق ماسية اللون، قد لا تمنح لمن يحاصر عنوة ، فى ظروف غامضة، تشبه ظلمات الخنادق المفخخة، لكن بوابة النضال ،بداية للنجاح، كوني مؤثرة، بقدر عطاؤك، أينما تتجه قبلتك، ذهابا و إيابا، حتما تفرش لك، باقات الورد فوق حصي الرمال، ولو كنتي تسكنين الأكواخ، تنحني لك الرؤس ، فإن القصور تشيد، لبنة من الأمل، ولبنة من الكفاح.

والمرأة المصرية جوادة كريمة الطبع، مهما حاول أن يغلبها الدمع، وهذا حال العظماء، الذين تبسموا فى عتمة الغمة، و أناروا الدرب رغم شدة العثرة، وليست العصا السحرية، سبيل تحقيق المراد للمرأة، بل نعومة فكرها، وتقديم الدعم لغيرها، هما الجذور التي تنبت، رغم عنفوان العاصفة، تبقي حكمة التعلق بتحقيق الذات قائمة .

و المرأة التي تقيم المحافل، بغية التغلب على العادات، التي تستخف بحقوق النساء، أسطورة تنفر الشقاق والعقوق، تأبي العيش فى جو المشاحنات، وحين يتطرق المدار البرونزي ،إلى تناول الحقيقة بعمق، يجب أن تحتل الدرر، المراتب الأولى، لتظهر علامات النعم، ولو شحبت الملامح، تبقي الحرة تصافح أيادي النجاح، تنتزع الخوف من قلوب المقبلين، على الخوض في ساحات المعارك، من أجل اكتساب المطعم من حلال ، ودون تحايل على حساب الكرامة.

وفى ظل تمكين المرأة، في القرن الحادي والعشرين، استوجب علينا أن نسلط الضوء، على جمال اللون الأخضر، الذي يعطي استمرارية العطاء، بلا زعزعة الإستقرار، ومن بين هؤلاء الدرر، اللاتي برعن فى إجادة فن التأثير على الغير، لأجل نصرة المرأة المصرية، واستظهار قوتها وهى تحمل على عاتقها، مسؤولية كبيرة تفوق صخور التلال، إلا أنها راضية عما تقدمة لنا فى سكينة وارتياح،

المهندسة (مروة سعيد فوزي الطحاوي) ذات النشأة القاهرية، والتي رأت الدنيا عبر شرفة، صغيرة مطلة على حديقة، المستشفي اليوناني بالعباسية ، علي يد الطبيبة الألمانية (ماري برانتيل)، و من ثم أدركت منذ البداية قيمة النقاط ، التي تميز فحوي الكلمات عن بعضها البعض، لتكن إحدى الشخصيات البارزة، فى مقصورة قلاع التحدي، ومن أبرز المنخرطين، فى مجال العمل السياسي، ولقد اعتادت أمين عام المرأة( بحزب المصريين)، أن تستجلب النفع والفائدة، لمن أراد أن ينجوا من بطش العاصفة المعادية، و لكل من أراد أن يجني ثمار الزيتون، التي ترمز إلى عفوية السلام.

انتهجت على الدوام الذي لا ينقطع، (مروة الطحاوي)، أمين عام مساعد اتحاد أمينات المرأة بتحالف الأحزاب المصرية ، والحاصلة فى بداية المطاف التعليمي، وقبل انشغالها بالحراك الإجتماعي والسياسي، علي (بكالوريوس فنون جميلة قسم عمارة داخلية)، جامعة حلوان عام ٢٠٠٣، دربا مختلفاً فى الفكر عن الآخرين، عبر آليات وضعتها ونفذتها، لكي تهتم بشؤون المرأة، ليس كما يفعل البعض، يدق أجراس الترويج، من باب استجلاب الشهرة، بل ما حذت حذوه ، جاء تأسيسا لمرحلة انتقالية كاملة، فى مقدرتها أن تجعل من السيدة البسيطة، عضواً فعال فى المجتمع، ومن هنا أطلقت، الحاصلة على دبلومة إدارة المشروعات ٢٠٠٦، إشارة التدشين العملي، لإرساء قواعد (مبادرة كوني مؤثرة)، والتي جاءت، بمثابة صفارة إنذار ، مشمولة رعاية حزب المصريين ،بتاريخ ٢٠٢٥/١٠/٥، و تعد خطوة أولية يفوح منها، رائحة استعشار النفس، بوجود بريقاً من الأمل، لحل إشكالية الخوف والخمول، و انتزاع المرأة من صدرها، رهبة التقدم بسفينة العمر، خشية من الاصطدام المباشر، بجبال عالية، ذو صخور مدببة.

لقد نشأت مروة الطحاوي، فى رحاب أسرية تشغلها الإهتمامات الإبداعية، وذوي العائلة الكريمة، كانت تمتلك كابرتاج عين الصيرة السياحي، المعروف فى حاضرنا (بعين الحياة)، مما جعل بينها وبين الرقي ارتباط روحي، مما شكل منها وجدان طفولي، يمرح بين الطبيعة و الفن، حيث رأت عن كثب، كيف كان فن النحت، وشاهدت أعظم الفنانيين، وهم منهمكين، لإخراج قطعة فنية كتمثال( رأس حورس)، الذي يزين أحد المعالم الرئيسية بطريق المطار .

الإهتمام بالفن وصناعة الأرابيسك،كان يشكلان لها ( أسلوب حياة )، ومن شدة شغفها بالأمر، التحقت بمدرسة( الأمير تشارلز لرعاية الفنون التراثية) بمنطقة الفسطاط، جنحت إلى الإلمام، بتعاليم الفن التراثي، خاصة الأرابيسك و النول و الخيامية و الخزف.

مروة الطحاوي، المزخرفة الوجدان، بالحس الهندسي، حفيدة شيخ الحنفية، فى مصر، العالم الجليل (أبو جعفر الطحاوي) ،صاحب كتاب الشريعة الطحاوية، الذي قطن منطقة الخليفة بمصر القديمة، ولهم من الأثر الباقي، دليلاً وحجة على المعترض (شارع الطحاوية)، الذي يمثل رمزاً، متفرع الجذور الممتدة، من شوارع الامام الليثي، عائلة زاع سيطها فى الآفاق ، لها باع فى الاحتفاء بالأئمة و الأولياء، هم من دفعوا صفائح الذهب، هبة لا ترد. لخدمة المجتمع.

امتلكت مروة الطحاوي، أسلوباً يافعا لاستعراض، قوام الفكرة الرشيق، ومن ثم استطاعت أن تستظهر، مفاتن الإبداع والابتكار بما يليق، لا أقول تميزت بسمات فردية، بل انشقت بكفاءة عن التصفيق للسلبية، و وظفت دراستها العلمية، بصفتها حاصلة على دبلومة دعاية و إعلان عام ٢٠٠٣، لتقديم كافة الخدمات الدعائية، والمتنوعة للمرأة العربية بصفة عامة، و المصرية بوجه يحمل شئ من طابع الخصوصية، فلم يكن ظهورها على شاشة التلفاز المصري، مقدمة للبرامج، مجرد وسيط أو حلقة متصلة بالجمهور، بل أن صاحبة الخبرة لمدة عقد زمني متصل، بشركة( مونتن فيو دار المعمار القابضة)، مصممة اثاث، استطاعت أن تصمم دوائر، على شكل رسائل صباحية، للمرأة في داخل القطر المصري، أو خارج حدود البلاد، لقد وجهت رسائل للمرأة للمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية، من خلال تقديمها حلقات مرئية، أو من خلال استضافتها، عبر البرامج الهادفة، التي تؤثر على المتلقي، من خلال مشاهدة المباشرة، وضحت المشاكل التي تمر بها النساء، في زحام عاصفي، وهي تواجه تحديات الانتخابات، و أيدت الطحاوي (المهندس التنفيذي و المؤسس و المدير التنفيذي لمسك للمقاولات و الديكور) عام ٢٠١٦، الفكر القائم على استراتيجيات واضحة المعالم، صفقت بأنامل الفعل، لمبادرات تستحق الإشادة لتميزها، ( انزلي شاركي، أنت الأهم، أنت تستطيعي)، فكان للعضوة البارز في نادي الصيد مروة الطحاوي، رأى يتلى فى العلن، و لرذانة الأسلوب يحترم، قالت وهي تصوب مخارج الألفاظ، نحو العقول المبهمة، ( إن المرأة شريك أساسي في رسم الخريطة المستقبلية لمصر).

-صاحبة مبادرة آباء علي ورق في عام ٢٠١٤ ، أثبتت أن للمرأة في شتى أنحاء العالم ، دور ريادي فى جميع صور الاستحقاقات، واستهدفت من خلال تلك المبادرة ، القاء الضوء علي الأم المعيلة والغير قادرة، علي رعاية الأسرة ، بعد خروج الأب طواعية من دائرة الإنفاق، ومن جماع رؤيتها بالعين المجردة ، لمصاب تلك الظاهرة، قررت الإقدام على عمل، يتكلم بجرأة و دون خوف عن كل ما يهم الأسرة، قدمت برنامج (صباحنا سكر )علي قناة الحدث، وكان المقصد الحميد، تقديم الخدمات على كافة الأصعدة، بغية المساعدة في توفير الرعاية، بكل صورها، و مازال صدي صوت برنامجها، متواجداً على أرض الواقع، من خلال منصة( حزب المصريين )، الداعم لتلك المبادرة.

مما راق لي مقولتها، التي يجب أن تأخذ على تلفظها قط، قلادة النيل وهي بذلك تستحق، حينما ادمجت بخيط الكلمات أن، ( بعد خروج المرأة من حالة الانعزال والتهميش، كان لزاماً عليها تحديد واجبها الوطني)، واظنها بذلك أرادت للنساء مستقبل أفضل، كل ذلك من خلال دعواتها، التي أطلقت قرار غرس البذرة، لا استصلاح بنيتها، بعدما كانت تربتها، قاحلة غير صالحة.

و دائماً تضرب الأمثال للتنافس، وهكذا تستهدف البرامج، الارتقاء بالعقول المعتزلة، بعدما غيبت عن الحقائق، ومن هنا كان للقلم الأدبي، وقفة أعتقد أنها تضامنية، مع فواصل برنامج نظرة جديدة، التي اهدتنا إياه مهندسة الإعلام المصري(مروة الطحاوي)، قدمت طرح يليق بالفكر المجتمعي، والذي شهد نجاحاً ملحوظاً، لمدة عامين متعاقبين، و رغم ما حققه، من مشاهدات عالية، من خلال متابعة السوشيال ميديا، ولا سيما يرجع فضل انتشاره إعلامياً ، لفطنة مقدمة البرنامج، فى اختياراتها الموفقة، للشخصيات البارزة، التي لها بصمات عامة، مكثت بين ضمائر النفوس.

ويبقي الدهر خير شاهدا ، على ما يجب أن يقدم، ونحن داخل غرفة الإفاقة، تحت سحب الفكر الهادف، وما قدمته المهندسة مروة الطحاوي، من دعم ومساندة، ليس فقط فى الجانب المادي، بل على المستوى الإنساني، تحدثت من خلال نافذة برنامجها (نظرة جديدة) عن أمور غير سطحية ولا تقليدية، بل اهتمت بالجانب الداخلي والعنصر النفسي، تحدثت عن سكينة الروح، ومساعدة النفس من الداخل، والمتشوقة، لا متصاص جرعة كافية، من حبات السعادة، المغلفة بالطاقة الإيجابية، انفردت الطحاوي بتأسيس مبدأ، ( اعتزاز المرأة بالنفس دون إصابتها بوعكة غرور الأنا)، ولقد شاركت كضيفة خفيفة الظل، فى إحدى حلقات برنامج سيدتي، تبث فينا مبادىء الإرشاد النفسي، لمعالجة الظواهر المعقدة، وأهم ما تطرقت إليه، الإنفصال السورى، أو بالأحرى النفسي والتربوي عن الأبناء، ولا سيما شغلها الإهتمام برعاية الأطفال، وعلى غرار خطاها المثمرة، أطلقت مجموعة من الكتب للأطفال، بطريقة جذابة لهذا النشء، أفردت لمخاطبة عقولهم، ما يتناسب مع أعمارهم، انتجت لهم (تعلم لون و ابتسم) فكرتها كانت ثلاثية،ة لإحراز النجاح ، وحسبما الحال لا تتعدي القصة ثلاث وريقات، غرزت فى نفوسهم حب الفن، والإبداع والابتكار، عن طريق الرسم، اتبعت مهارة السلاسة، لجذب انتباه الأطفال، وكلا يفهم حسب مخيلته، إلا أن الهدف من سرد القصص، لا ينذوي عن مكارم الأخلاق.

مما لا غبار عليه أن سليلة أحفاد الطحاوية، استطاعت أن تضع تفسيرات منطقية، قدمت ككاتبة حلولاً عاجلة، و من ثم وجهت، مروة الطحاوي رسائل الدعوة، لكل المجتمعات المعنية بالشأن الإنساني، لسرعة إعداد مشروعات تنموية، بغية تطوير الدواء، الذي يعالج نوبات الصراع الداخلي، وطالبت بوجود مؤسسات، لإعادة دمج المرأة فى المجتمع، ومساعدة المحتاجين لإقامة مشاريع تنموية، بغية الاستثمار الحقيقي لقدرات البشر .

وتحت منصة مشروعة ، ساندت من خلال عملها الحزبي، المجتمع المصري، و سعت إلى تأسيس العديد، من المبادرات الناجحة ، تفوهت بلغة تشجيعية، عن ما يجب أن تحظى به الرعاية الصحية، وربما صفقت بحرارة المقتنع، لمن أطلق حملة (١٠٠ مليون صحة)، ومن ثم رفعت راسها، فخرا بقرار القيادة السياسية، التي أطلقت خطوات التفعيل، لمراعاة صحة الملايين من المصريين، كما شاركت الطحاوي في إنتخابات الاستحقاق الرئاسي، من خلال غرفة العمليات و المتابعة، عبر آليات الحزب، وكان ذلك التنسيق مع حملة، فخامة الرئيس (عبد الفتاح السيسي)، جاء هذا الدور بعيداً عن الرياء المجتمعي، و النفاق السياسي، أبرزت قدرة المرأة المصرية ،على خوض التجارب، بصورة حضارية ومشرفة.

التنوع الثقافي للإبداع، هو منارة وقفت علي منبر هيبتها، مروة الطحاوي، برزت كوجه سياسي، يليق بمكانة العنصر النسائي، خاضت لأول مرة تجربة الترشح، للانتخابات البرلمانية (مجلس النواب) عام ٢٠٢٠، عن دائرة الدقي و العجوزة و الجيزة، وكأنها للوهلة الأولى، تشاهد المشهد الانتخابي، وتراه رأى العين ، وعلى الرغم من المنافسة الشرسة، إلا أنها نالت شرف المحاولة، فكانت رمزاً للكفاح ، وستظل تتفتح أغصانها، على فروع الشجر ، وهي تشارك بعبق العطر، في العديد من المؤتمرات الحيوية، مثل (قادرون باختلاف)، فضلاً عن مشاركتها في مسارات الندوات التابعة، لتنسيقية شباب الأحزاب، ووزارة السياحة و المعهد العالي للفنون.

لم تكن مبادرة كوني مؤثرة، حبرا على ورق، بل جبرا لخاطر كل أنثى، أفكار جديدة محاطة، بيد العون و الدعم وصلابة العزم ، راسية على أرض الواقع، بنتائج التخطيط ونتاج العمل، و حضر تدشين المبادرة نساء، رؤوسهن للسماء ، تضرعا لمحو ذبذبات الخوف، واليد الأخري جريئة، لا تخفي وجه الحقيقة، بل رفعت شعار كوني مؤثرة، لتحيا المرأة بالجهد، وعلى الأرض سيل تحت الأقدام، لتكن بداية للاستسقاء المستحب، الذي ينبت الأمل، من بين حبات العرق.

صاحبة الحلم الذي لم يكتمل، المقتبسة أحداثه من الواقع الحياتي العملي، ذاك الصرح الأدبي أسمته ( هي المرأة )، والذي وضع الفنان المحترف، بصمته الخاصة على، ملامح وجه الغلاف، برسم يضاهي دقة النقش، وليس سفاهة الوشم، معبراً عن عقيدة الكاتبة، لنقرأ مابين الرسم و حاجب الشمس، أن فى جوف المرأة سر، تعبر به آمنة فى ممرات الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى